الأحد، 19 ديسمبر 2010

شلل المناعة




‎"عندما نحب يصاب جهاز مناعتنا بالشلل"

أرسلت له ويديها ترتجف من الحمى،،

فجاء صوته بين هلوسات الحمى ..

"ليتهم حصنونا من الحب صغاراً كشلل الأطفال"!

- قصقصة أميرة
 








الجمعة، 17 ديسمبر 2010

على الرَّف : العصفور الأول لأزهار أحمد


“كيف أكتب كلماتٍ كالموسيقى، كأصوات العصافير، أو حتى كنقيق الضفادع؟” *



هكذا تبدأ أزهار أحمد روايتها “العصفور الأول” الصادرة عن دار الجمل بألمانيا، وهي الرواية التي غيرت نظرتي للروايات العمانية، و يمكنني القول بأنها أفضل رواية عُمانية قرأتها إلى الآن، فالحد الذي تملكتني به الرواية لم يصادفني في رواية عمانية سبقتها! تقدم الكاتبة فكرة فريدة من نوعها قلما يصادفك كتاب يحرضك ويحدثك على أن “لا تتجاهل الصوت الذي ينز بداخلك”*!

دعوني أسر لكم بسر صغير، لطالما أحببت العصافير وتركت لها فتات الخبز والحبوب بنافذة المجلس ثم جلست أراقبها، كان العصفور الأول الذي أمسكه بين يدي يرتعش حتى أطلقته! ذكرني عصفور/رواية أزهار أحمد بعصفوري الأول، قلقي حين أمسكت أول عصفور بين يدي في طفولتي كان كقلق “مقرن” وهو يحاول الإمساك بعصفوره “الرواية الأولى”، أجادت الكاتبة نقل هذا القلق الذي يسكن الروح، فهو حينا يملؤها حد الغرق، وحيناً بعدها بفلسفات لا يمكن للكاتب أن يتجاهلها فتجده يصرح قائلاً .. “أشعر برغبة في الصراخ وكأنني لم أعش حياتي من قبل، كأنني شخص آخر، أفكاري مضطربة متضاربة. لِمَ يجب أن أكتب، هل لمجرد أنني أنزف طاقة لا أعرفها، يكفي سبباً لامتهان الكتابة؟ هل الكتابة امتهان؟ وهل يستحق البشر فعلاً أن أنزف لأجلهم، وأخاطر بنفسي، ومن ثم يرمونني بالحجارة؟ مَن سيقرأ لي أنا الناهض فجأة من لا شيء؟”*


تأخذنا أزهار في رحلة الكاتب الذي يريد أن يكتب الموسيقى فيبحث عن الألم الحقيقي للكتابة، إذ يقرر مقرن أن يعيش الألم ليكتب النور لهذا العالم-بتحريض من صديقه الذي يتحدث في فصل الموسيقى-، وبعد صراع داخلي وفكري يقرر زيارة العالم ويبدأ رحلة في الهند، فترافقه المرشدة السياحية أنيتا في رحلة يطلب فيها الغرق وينشد فيها الحزن والفرح معاً، ليجد الفقر في أبشع صورة بـ فيروز أباد مدينة الزجاج المنسية ومدينة الطفولة المفقودة، “كان الجوع يتدلى من عيون الأطفال ومن ابتساماتهم الجافة، كانوا أضعف من أن يلعبوا أو يقفزوا، وكلما مررت بإنسان هُيئَ لي أنه ظلٌّ قابضٌ على روحه”.


أنيتا تحمل مقرن لما هو أبعد من جولة سياحية فتسمعه يقول بعد أيام بداخله عنها “إنها امرأة مثالية تماماً للحب والكتابة”، وتصبح أسنانها البيضاء غراماً ينسيه أوجاع العالم ويدخله في وجع الحب، فكيف لكاتب أن يكتب دون أن يحب؟ تعطي أزهار لأنيتا القلم لتكتب هي أيضاً وتحكي لنا قصتها، قصة تصدم القارئ وتدهشه ؛ فالهند بلاد العجائب تحمل بجوفها ملايين القصص.

رغم كل ما تحمله الرواية من وجع الإنسانية في نصفها الأول إلا أن فكرة “القتل لمجرد الرغبة في القتل” تستحوذ على مقرن، فكيف يتخلص مقرن من هذه الفكرة؟ وكيف تتعامل شخصية مبدعة تعيش اللحظة بكل جنونها وتعلقها مع فكرة القتل؟ وإلى أين يصل هذا الكاتب الشاب الذي راح يبحث في 175 صفحة عن النور الذي سيضيء العالم؟ لم تجب أزهار عن هذه التساؤلات فقط بل قدمت للكاتبة رحلة مثيرة للكتابة بكل ما في الإبداع من وجع ولذة، بكاء وحب، دم ودموع.

المؤسف أنّ الرواية يمكن تغييرها بسهولة لتصبح رواية من بلد آخر، أعني أن الملامح العُمانية لشخصية الفرد والمكان لم تكن محفوره بذاك العمق، فالجامعة يمكنها أن تكون جامعة في الكويت أو سوريا، والعاصمة قد تكون الرياض أو بيروت، تمنيت لو أشعر بحميمية وأهمية المكان/العُماني، بعكس ما قدمته الكاتبة من صور للهند تجعلك تدرك يقينا أنها الهند لا بلد سواها! ليس هذا انتقاصاً من قيمة الرواية –في رأيي كقارئ- لكنها أمنيات لكتبات قادمة بإذن الله

*أزهار أحمد، رواية “العصفور الأول”


بقلم: إيمان فضل
 
نشر المقال في الفلق

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

على الرَّف: روايـة الأرامــل

رواية الأرامل رواية يتنبأ فيها الكاتب بما سيحدث في الأيام التالية من حياته، رواية كتبها صاحبها لابنه كي لا يحزن ويواجه الحياة رغم بؤسها بقوة، نشرت الرواية باسم مستعار وهو “ايريل دورفمان”؛، لتحكي لنا عن اختفاء آلاف الرجال وبعض النساء لأسباب سياسية، يمكنك أن تتخيلها تشيلي أو أي بلد آخر من بلدان من أمريكيا الجنوبية، لا يهم أين تحدث تحديداً فالرواية تحكي وجع البشر بسبب البشر، ,لا تكمن الحبكة في اختفاء هؤلاء الرجال واختطافهم من قبل البوليس السري وحسب بل في نساء هؤلاء المفقودين! لا أحد يستطيع الجزم ما إذا كان المفقودين أحياء أم أموات! لا أحد يستطيع أن يجزم بأي شيء هناك!

تحكي الرواية عن قرية خَرَجَ رجالها –على فترات متباعدة- ولم يعودوا، ولم يبقى فيها إلا قوات الأمن، لم يخرج الجميع طوعاً بل إجبار البعض على مصاحبة أو مرافقة شخصيات مجهولة أرغمتهم على ذلك، وكان النهر الذي يصل للقرية من الجبال يحمل بين فترة وأخرى جثة رجل ما! تشوهت ملامحه فيصبح التعرف علية صعباً أو لنقل مستحيلاً، تلك التشوهات بالجثث كانت نتيجة التعذيب “ربما” قبل القتل، أو”ربما” بسبب البقاء لأسابيع في النهر، أو “ربما” من الجوع، أو “ربما” بسبب الاصطدام بصخور النهر إذا فرضنا بأن الجثة سقطت من أعالي الجبال!

أصبحت القرية خالية إلا من النساء اللاآتي ينتظرن عودة من لا يعود! وقد بلغ بهن اليأس إلى إدعاء تعرفهن على الجثث، لتجد إحداهن تقرر أنها جثة زوجها الذي اختفي منذ عام مضى، وتصر الأخرى بأنه والدها وتعد لإقامة طقوس العزاء والدفن له، رغم أن وجه الجثة لم يعد سوى مادة كانت ذات يوم وجهاً وأضحت “متفسخة متلاشية، بما تعرضت له من سحق وارتطام وتنقيع”*.

توقع هذه التصرفات العجيبة رجال الأمن في حيرة، الصمت المخيم على الأرامل مخيف، وحين تقرر إحداهن أن الجثة تخص زوجها أو ابنها فلا مجال لثنيها عن أخذ الجثة وإقامة مراسم العزاء والدفن له، ضاربة بعرض الحائط كل التدابير الأمنية، فرغم صعوبة اكتشاف أسباب وفاة الجثث لتعدد الآثار التي تحتويها، إلا أن فالأسباب لم تعد مهمة لزوجة قررت أن زوجها قد مات وهذه الجثة الممزقة ستكون جثته!



تصور الرواية مقداراً من الألم واليأس يثقل نفس القاريء، كيف لإنسان أن يصل إلى درجة من اليأس يقرر فيها وفاة أعز الناس إليه لأنه مَّل بداخله من انتظاره؟ كيف له أن يقرر بأن هذه الجثة المفقودة الملامح ستكون جثة عزيز عليه؟ أي قمع عانته تلك الشعوب لتجبر أصحابها على إجهاض الأمل!؟

 
لم يعد أحد! لم يسبق أن عاد أحدهم فأي أمل قد تحلم به أرملة! تتصاعد حدة الموقف حين يرفض رجال الأمن تسليم الجثث للأرامل لعدم وجود دليل جازم بهوية صاحبها!

“الأرامل” تصور الحرمان الذي لم يكن من العائلة والبيت والحياة بل أمتد ليطال قبور هؤلاء المفقودين الذين لا يعرف أين أو كيف ماتوا!؟

كاتب الرواية فُقِدَ أيضاً في ظروف غامضة وبقت مسودة الرواية للابن الذي ولد بعد اختفاء والده ونشرها باسم مستعار! الرواية التي صدرت ترجمتها عن دار نينوي تقع في 154 صفحة من القطع الحجم المتوسط، وقد كتبها صاحبها بين عامين 1941 و1942 وكأنه يتنبأ باختفاءه هو الآخر.

نشر المقال في مجلة الفلق
مصدر الصورة

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

نصوص بلا توقيع للبيع


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

هناك أشياء لا يمكنك تعلمها أو اكتسابها و أطلق عليها الناس أسم الموهبة و إن بذلت المال لأجل هذا لن تتمكن – كما يغلب الظن و التجربة- من اكتسابها، رغم كل محاولاتي لتعلم الرسم بداءً باللعب بالألوان و متابعة برنامج "ارسم من نانسي" و انتهاء بحصص التربية الفنية في الثانوية إلا أن النتيجة كانت واحده و تؤكد مرة بعد أخرى فشلي المخجل! مع محالات صناعة كاتب أو صناعة قلم التي يحاول البعض تأكيد إمكانيتها تبقى هذه المحاولات داخل مختبرات لم نلمس نتائجها بعد –إن كانت هناك نتائج أساساً- !


على الضفة الأخرى –وهي ما يهمني الآن- هو سلسلة الاتهامات التي لا يتردد البعض في إطلاقها مؤكده بأن الاسم الموقع أسفل النص أو الكتاب ليس هو اسم الكاتب الحقيقي، قد تكون شهدنا بعضاً من اتهام أحلام مستغانمي في ثلاثيتها و تأكيد البعض أن نزار قباني هو من كتب تلك الثلاثية، هناك شكوك يطلقها البعض ولا يمكن تجاهلها حين نرى "أميراً" أو "رجل أعمال" ينشر كتاباً أو يلقي قصيده...


يقول بعض علماء النفس أن الإنسان بطبيعة حالة يحب التملك و عندما يملك المال و يحاول أن يشتري به كل ما يستطيع لكن! تقف هذه الموهبة و السعادة في وجهه فيستمر في المحاولة لشراء أحدهم أو كلاهماً، بلا شك هذا لا ينطبق على "كل" من يملك مالاً لكنه ينطبق على فئة قلت أو كثرت فهل يمكن تجاهلها!؟


في الحقيقة و أنا أكتب هذه الكلمات لم أكن راغبةً في نقاش موضوع الكاتب الحقيقي لنص شخصية مشهورة بل كنت أتسأل – و السؤال حق مشروع – ترى كم سيدفعون لشراء قصة أو رواية بلا توقيع !؟


الكتابة بإمكانها أن تتحول إلى استثمار حقيقي بعملية حسابية بسيطة، و بهذا لن يصبح الشاعر فقيراً و لن يموت فقيراً أيضا – رحمة الله علي من مات جوعاً منهم- و يستطيع القاص أو الروائي أن يجني قوت سنوات قد تمتد لثلاث أو أربع إذا فكر في الأمر من ناحية ماديه صرفه !


ما رأيكم!؟؟


إذا كنا في النهاية لا نملك سوى قلم يعد استثمار حقيقي و هناك من لديه رغبة في أن يقال عنه الشاعر أو القاص أو الروائي الفلاني فلماذا لا نبيع هذه النصوص و نستثمر قوت سنوات في ظل ارتفاع أسعار الخبز و بهذا لن يموت الشاعر فقيراً و لن يعيش القاص وحيداً و لن يتجنب الناس الروائي كي لا يكتب عنهم !

سأرسل هذه الكلمات لمجموعة أود أن اعرف رأيهم .. إذا قلت مثلا أن القصة تحتوي على ألفين كلمة و أن سعر الكلمة في ظل ارتفاع أسعار الحلم أيضا أصبح بـ10 ريالات فهل .......!؟


ما الذي يدفع الكاتب للتمسك بنتاجه الأدبي !؟



**مقال كتب عام 2007، ذكروني به اليوم فبحثت عنه وأردت مشاركتكم إياه :)

الأحد، 14 نوفمبر 2010

احفظوا بهجة العيد

كل عام وانتم بخير

أعاده الله عليكم بالخير والبركات

شعرت بواجبي بأن أوصيكم بحفظ بهجة العيد من حوادث الطريق

كفاها عُـمـان ما نزفت من دماء شبابها


الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

الأحد، 31 أكتوبر 2010

بطاقة العمل و rat race !



في اسبوعي الوظيفي الأول، عرض عليَّ مجموعة كبيرة من معارفي شراط/حبل رقيق لتعليق بطاقة العمل حول الرقبة، بعضها ملون وبه شعارات وبعضها أسود أو بلون واحد بدون أي شعارات!


شكرتهم للطفهم وأخذني الخجل على قبول واحده سوداء –كما أتذكر- ولم استخدمها! فضلت تثبت البطاقة على العباية مباشرة لكن مع الوقت أصابتني العدوى فعلقت عليها البطاقة بواسطه تلك الشريطة وعينك ما تشوف إلا النور –على رأي أهل مصر- فقدت بطاقتي مراراً ومراراً وتكراراً إلى حد لا يمكنني وصفه!


قبل كتابتي لهذه الكلمات جاءت زميلة لي ومعها بطاقتي التي نسيتها في مكان ما-لو كنت أتذكر أين لما قلت أني نسيتها!-


لماذا لا أحبها؟ أو لماذا أبغضها!؟


الاساور والقلادات انعكاس لحس العبودية القديم بصورة جمالية، فالشبكة التي يهديها العريس للعروسة-وتصر بعض المجمعات على أن يقلدها إياها- ما هي إلا انعكاس –معنوي- لفكرة استعباد/تقييد الزوجة من قبل الزوج.


-مهلاً ،، مهلاً ،، هنا أعرض أفكاراً ولا أتبناها بعضٌ الصبر فقط-


ماذا عن بطاقة العمل؟!



هذه تعبر وتعكس عبودية/تقييد الإنسان الحديث بعمل المؤسسات وقوانينها! فعندما يدخل الإنسان إلى rat race أو سباق الفئران للحصول على راتبه نهاية الشهر ثم الركض لنهاية الشهر القادم معلقاً تلك البطاقة حول رقبته فـ.....


- فاصل -




نعم نبدع في العمل، نعم نستمتع بوظائفنا ، لذلك لا تعَّبر هذه البطاقة عن تقييد أو استعباد بالنسبة لي لكنها تعكس هذه الفكرة لدى البعض للأسف! أخرج هذا الحبل/القيد من حول رقبتك وارفع رأسك عالياً وابتسم للحياة، لا تجعل ثِقَل ذلك الحبل يمنعك من رؤية الأفق.


أما الشبكة يا عزيزتي فهي هدية أو عربون ود-فقط تأكدي من تطابق رأيك فيها مع من يقدمها لك-


إيمان..

الجمعة، 29 أكتوبر 2010

بــوح أحـلامي لينكس!

1- أحـــلامي لينكس!


من المضحك والغريب في آن واحد أن ينشغل تفكيري بطريقة لا إرادية بمحاولة مصالحة لينكس مع وندوز! ولينكس لمن لا يعرفه هو نظام تشغيل (OS) مثل الوندوز لكنه يتمتع بشخصية كتومة وغير اجتماعية!!


 نعم لينكس غير اجتماعي! والدليل أنني أحاول منذ نهاية أغسطس اقناعه بالتصالح مع وندوز والتعرف عليه لكنه يتمنع!


لم أتوقع أن اصبح مدمنه عمل في يوم ما! لكني فقط لا استطيع أن أتوقف عن التفكير في هذا اللينكس الإنطوائي الكتوم!!؟ جربت 3 طرق ونجحت في طريقة واحدة لكنها ليست الطريقة "الأفضل" التي نرغب بها! كم يبدوا هذا مزعجاً بالنسبة لي!!


أحيانا بدون سابق إنذار يتسلل هذا اللينكس المدلل إلى تفكيري ويعبث بأوراقي، رغم محاولاتي لفصل وقت العمل ووقتي الخاص فلا أخلط هذا بذلك إلا أنه ينجح!


صباح الأمس كنت أطلع على كتاب "مسألة الهوية،، العروبة والإسلام..والغرب" للدكتور محمد الجابري، وفي وسط انشغالي بمقدمة الكتاب، ومحاولتي لتدوين بعض النقاط التي شدتني فيه، تذكرت أني لم أدون التغيرات التي جربتها مساء الأربعاء في اللينكس الخجول! وخشيت أن أنساها رحت أدون ما أتذكره وتركت الكتاب!!


أقصدكم بأن هذه المهمة ليست من "الواجبات" المسندة إليَّ في العمل! إنما فضولي التقني يدفعني للبحث عن حل وتجربة كل ما يمكن تجربته في هذا المجال! نعم أعرف أن البعض سيضحك ويقول "هو نحن لاحقين على شغلنا عشان نجرب" !


متعة التجربة تساعدني على الابتسام رغم بعض الخيبات التي تحيط بي لكن لما لا أجرب!


***

2- اجتماع و"نحن نصنع التاريخ"


من المواقف التي أضحك لما تذكرتها هو إنفعالي في أحد الاجتماعات قائلة "نحن نصنع التاريخ" “we make history” !


يصعب الإنفلات كلياً من كونك شخصية تعشق الثقافة والإبداع الذي يتطلب تجديداً وبين كونك شخصية تقنية تتبع أنظمة وقواعد محددة للوصول إلى أهداف محددة أيضاً!


***


3- ترف ...


ما جدوى الركض وراء الثقافة والعلوم إذا كانت لا تهب صاحبها الراحة؟ بل تزيده شقاء؟!

 
صدقت أحلام مستغانمي حين قالت"الأمية ترف يصعب الحصول علية"

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

1_ قصقصة أميرة.net




متى يفهم حاجتها لرسالة عشق مثبتة برجل حمامة؟ متى يفهم أن تعرج خطه بالرسالة وتلك الكلمة التي شطبها أجمل من رسالة على هاتفها النقال؟


متى يفهم أنها كلاسيكية جداً في الحب، لا تريد لقاءه على الماسنجر وحروفه الباردة، تريده نظره يختلسها عند بابهم وخوفهما من أن يراهم أحد!

 
********
 
أرسلت له رسالة محملة برجل حمامة، فرد عليها بريسالة على هاتفها :



"آه كم اشتيهت أن تطبخي لي هذه الحمامة ونأكلها معاً"

كم تحتاج من الصبر لتعلمه كيف يحبها ويحب اللعب مع حماماتها لا أكلها!
 
********
اتصلت به لم يرد، أرسلت له "سيارتي لا تعمل المحرك لا يستجيب" وراحت تبكي حين لم يرد عليها، بعد ساعة أرسل لها "أكيد ما فيها بترول، خلي أي حد بالشارع يساعدك، نعسان تو بنام"




تذكرك كل قصص الأميرات وكيف ينقذها فارسها ويحملها معها على ظهر حصانه، وفارسها الأعزل هذا يفضل عليها النوم!
 
********
 
توقفت سيارة خضراء جميلة وترجل منها "فارس" ليعرف بنفسه ويعرض المساعدة




هل كان على سيارتها أن تتوقف لتعرف أنها كانت تنتظر للشخص الخطأ؟


ابتسمت له باستحياء، ومسحت دموعها، كم كانت تحلم بوجود فارس الحصان الأخضر!
 
********


‎راحت تفكر، ماذا لو لم يكن هو؟ ماذا لو كان قلبه متعلقاً بأخرى؟




كان يعيد شحن بطارية سيارتها وهي تتخلى عن ابتسامتها وأملها مخافة حبه


((بعدك تنتظري ما جاني نوم أجيك؟))


أرسل لها من تعرف أنه يحبها "بطريقته"




*******يتبع ..


مصدر الصورة


الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

رأســي مـسـتـعـار..

عبثاً أُحاول إقناعهم بأني لا أكتب قصصاً قصيرة !



عبثاً أُحاول إقناعهم بأن القصة هي من تكتبني و تذبحني أحياناً!


عبثاً حاولوا إقناعي بأن اكتب قصة لأُشارك بها في مسابقة!


لكن ,,, على ما يتسابقون؟ أعلى الإقناع أم على الإيجاع؟ أعلى الواقع الخصب أم الخيال الأصم ؟ أم على خليط بين هذا وذاك بنسبة متفاوتة محاولين فيها استماله لجنة التحكيم !


أنا لن اكتب لهم قصة أو على الأقل لن أُقنِعَ قلمي بضرورة الكتابة وهنا تذكرت تلك المحاضرة الشيقة عن كتابة القصة التي ألقاها أحد الأساتذة العام الماضي


- " كل ما تحتاجه لكتابه قصة قـَلم لا يهم قيمته و دفتر و رأس متعطش للفكر"


بدأ الأستاذ محاضرته بهذه الكلمات و أكمل يقول ...


- " بإمكانك أن تستعير القلم و الدفتر أيضاً و لكن الرأس هو ما لا يُستعار , إذا كنت بلا رأس فأنت قصة كاملة مختومة بشمع احمر ملكي ! فلا داعي لأن تكتب قصة أو لأكن اكثر وضوحا لا تحاول فالمحاولة أياًّ كانت ضرب من الجنون ! لا تحاول فحماقة منك أن تحاول و حماقة أيضاً أن لا تحاول فعش بين الحماقتين إذاً!"


اكتفيتُ بإظهار علامات الدهشة و وجع المعرفة على وجهي ليعرف الأستاذ كم أتابع بشغف حديثة ! فتابع قائلاً:


- "بعد أن تتأكد من وجود المواد الأساسية لعملية الكتابة " القلم و الدفتر و الرأس " علما بأنكم تستطيعون الاستعانة بالكمبيوتر عوضا عن القلم و الدفتر و لكن الرأس لا يعوض و لا يستعار تذكروا ذلك جيداً"


و أنا اذكر هذا المقطع من المحاضرة تساءلت " ترى ماذا تفعل لجنة التقييم ؟ أتقيم نوعية الحبر المستخدم و الورق أم الرؤوس التي كَتَبت تلك الحروف ! الله أعلم بما تـَفَعـلُ فعلاً! لأعد للمحاضرة التي أكد فيها الأستاذ بأن الكتابة بلا رأس مستحيلة!


- "الدرس الأول والأوحد في الكتابة هو تحديد ماهية القلم بالنسبة لك أهو أداة جَرح و نَبْش أم تضميد وستر؟! إذا أجبت بالإجابة الثانية "الستر" فدع عنك فكرة أن تصبح كاتباً فأنت رواية مختومة منشورة !"






إلهي ماذا يقول هذا الأستاذ ؟! كيف يحكم هكذا علينا بأننا روايات مختومة و منشورة !ما يقدمه بعض الأساتذة من إحباط للطالب يكون أحيانا اشد وقعا عليهم و تأثيرا في أدائهم من أي شيء آخر بقدر يصعب تخيله ! أعاننا الله عليهم ! أعانهم الرحمن علينا..






- "الكتابة عملية جرح ونبش.. قد لا تفضحك الكلمات أحيانا بقدر ما تفضحنا أحيانا مسافة بين كلمة و لأخرى تقول أسرارا ًما كُنَّا نبغي أن تـُباح للأعين! تَفضحنا أصوات صمتنا و أنين سكوننا بين الفتحة والضمة لكأن الصمت اغتيال و كأن الهمس ولادة للفشل!!"


رافعا يدي :


- "عذراً أستاذ هل لي بمداخلة صغيرة ؟"


بحركة من يده يسمح لي ..


- "أن تصف الكتابة بعملية نبش وجرح لهو أمر يصعب علي فهمة باعتبار أن الغزليات و المدائح أيضا نوعٌ من أنواع الكتابة؟!"


مشيراً إلى عنوان كتب في بداية المحاضرة على اللوح


- "أنسيت أننا نتحدث عن كتابة القصة !"


يفضح الأستاذ شرودي الجزئي


- و لكنك صورت الكتابة كعمل وحشي !


- إذا لم تكن الكتابة وحشية فما هو الوحشي إذاً؟! الكتابة هي تحرير الواقع من أقنعته و في محاولة التجريد هذه قد تُجرح أوجهه الواقع فتظهر مشوهة ًأكثر مما هي عليه و هنا تظهر إمكانيات الكاتب وقدراته على نزع الأقنعة بلطف كي لا يزيد الواقع تشوها.


- إذا الكتابة في نظرك واقع و ليست خيال؟


- الكاتب الذي يظن نفسه خيالي 100 بالمائة هو كاتب يخدع نفسه بلا شك و يوهما بذلك فكل خيالنا مبني على واقع و كل واقع مبني على خيال أيضاً فكما يقال "الواقعي هو الخيالي الأكيد"


أوحيت للأستاذ بأن استفساراتي انتهت بعد أن أزعجني زميلي برنتين متتاليتين على هاتفي النقال أثناء مناقشي مع الأستاذ كي انهي حواري لأن وقت المحاضرة انتهى !


أذهب الآن لأقرب قرطاسيه لأشتري دفتراً و قلماً فرائحة الحبر أعشق لا أصوات لوحة المفاتيح , في محاولة مني لتطبيق المحاضرة ! اتخذت لي ركناً أيمن كعادتي في المكتبة لأبدأ في كتابة قصة لعلي أُشارك في تلك المسابقة المعلن عنها , مستعيداً ما قاله الأستاذ في تلك المحاضرة " تحديد ما هيه القلم " ,"سيكون جارحا بإذن الله و نابشاً " قلت في نفسي و أنا افتح الدفتر, قلمٌ أزرق جاف يسيل حبره كلما احتجت إليه فقط مطيعاً صادقاً غير كسول! و دفتر لا يزيد طوله عن شبر و نصف و عرضه حوالي شبرٍ أيضاً


ماذا تبقى لي لأكتب ؟!


امسك بالقلم و أحاول وضعه على الورقة الملساء


فيأبى


اكرر المحاولة


فيأبى أيضاً






فتذكرت عندها أن أحدهم استعار رأسي ذات يوم ولم يعده إلى الآن ..


فكيف أكتب!؟






أكتوبر 2004 م


إيمان فضل

الجمعة، 17 سبتمبر 2010

Outliers, the story of success by Malcolm Gladwell

Reviewed by Ghassan Fadhal

One of the most amazing and wonderful books discussing the concept of great success and achieving success beyond normal and how should we look at success. Malcolm Gladwell in this 3rd book he authored after his first 2 best sellers "The Tipping Point" and "Blink" comes with a 3rd best seller that is considered a revolution in the way success should be looked upon.

Outliers deals with exceptional people, especially those who are smart, rich, and successful, and those who operate at the extreme outer edge of what is statistically possible, said Bill Wadman at TIME, which is also the best definition of who is an outlier.


Intro:

Malcolm starts his book with an introduction that captures your mind and gets you hooked to it in the way he states facts that make you start asking questions in your mind that you never thought about. He then shows you that the answers can be in front of you and all you had to do is to change the way your looking at the matter and in this case its a matter of you looking at where successful people come from rather than what they are for us to understand what makes successful people really successful. He also argues that sometimes we have to change our way of defining things for us to understand them better.

For a start that subtley smooth intro can make you think that its talking about something totally different but yet interesting but as soon as you get into the actually parts of the book thats when you things start getting interesting.

 ---------------------

Part 1: Opportunity: the fisrt major part of success to Gladwell is Opportunity. Basically its being giving a chance or an advantage over some1else. Its how this opportunity presents its self in a clear manner, like a scholarship or supporting parents, or in a vague hidden form that is not clear to public or the person him self such as the little advantage of being born at a certain time of the year that will give you an age advantage to become a star team hockey player in canada.

Chapter 1: The Mathew Effect This chapter discusses how that the society norms and the systems that we implement in scools or sports or whatever it maybe especially that include closing dates can give an advantage for certain people with certain birth dates over others and its nothing to do with talent and lucky star signs. The Advantage of Timing and the opportunity you are given.

Chapter 2: 10,000 hour rule It's a rule proven through psychological research that if you spend 10,000 hrs practicing a specific skill you shall become an outlier or exceptionally good at it. Malcolm also shows through history how the 10,000 hr rule is the common factor of success of Bill Gates (founder of Microsoft), Bill Joy (father of Internet), and the Beatles (the greatest music band in history).

Chapter 3: The Trouble with Geniuses part 1 Malcolm shows through the story of the smartest man in america today Chris Langan how being smart and with a very high IQ doesnt grantee your success and you becoming an outlier and how a research made in america about young students with high IQs and their progress through life that IQ alone didnt get most of them very far in life.

Chapter 4: The Trouble with Geniuses part 2 Here a strong comparisant was made between Langan and Oppenheimer, the father of the atomic bomb, and how the latter was able to be more successful due to his social skills even thou he tried to poison one of his teachers at university days and managed to get away with it. Also a strong lesson of the culture of success and what family you are brought up in is taught.

Chapter 5: The Three lessons of Joe Flom Joe Flom coming from a poor immigrant jewish family becomes one of the biggest lawyers and law firm partners in New York due to three contributing factors that had to do with cultural background, Opportunity, and practicing a skill more than any1 else.

-----------------------

Part 2: Legacy

Chapter 6: Harlan, Kentucky Harlan is a mountain town in Kentucky that was famous for 2 families war that led to a lot of blood shed. Malcolm examines the story and how your cultural legacy contribute to making you who you are in life and in programing your behaviours.


Chapter 7: The Ethnic Theory of Plane Crashes My fav Chapter in the book, Malcolm shows how cultural legacy can contribute in plane crashes and how air Korea managed to tune their organisation culture to overcome their alarming high plane crash rate into a new era of accident free safe flying.

Chapter 8: Rice Paddis and Mathes Tests Most People believe that to be good in maths you have to be smart or you need certain genes. Malcolm argues and proves that being good at maths has more to do with how hard wroking you are, and that your cultural legacy of hard work like the chinese rice growing culture can make you very good at maths just like the chinese are. Baiscally, if u studied with chinese students you will notice how good they are at maths and he links that with the chinese proverb, "No one that wakes up before dawn for 360 days a year fails to make their family rich".

Chapter 9: Marita's Bargain Marita is a student at a Knowledge Is Power Program (KIPP) School. She works extra hard than many adults would do and spends more time in school than many of her peers in other schools. What she is getting in return is extra high preformance and buiding a successful personality. Malcolm explains the secret of the success of the KIPP school system and how they managed to transform kids from the ghetos of the bronx into high achievers that many colleges like harvard would give scholarships to.

---------------------

Epilogue: A Jamaican Story

Here, a very sweet conculsion and a touching story and examination of history that links jamaican history of slavery, class division and how malcolm gladwell parents met and had a baby in the world. Malcolm shows how a decision or sacafice made by his grandmother led to his success today. very touching and very deep in meaning.

--------------------------------
I shall end with a part at end chapter 9 that sums up lessons learnt from this amazing book and it goes as follows: "How could that be a bad bargain? Everything we have learned in Outliers says that success follows a predictable course. It is not the brightest who succeed. If it were, Chris Langan would be up there with Einstein. Nor is success simply the sum of the decisions and efforts we make on our own behalf. It is, rather, a gift. Outliers are those who have been given opportunities—and who have had the strength and presence of mind to seize them. For hockey and soccer players born in January, it's a better shot at making the all-star team. For the Beatles, it was Hamburg. For Bill Gates, the lucky break was being born at the right time and getting the gift of a computer terminal in junior high. Joe Flom and the founders of Wachtell, Lipton, Rosen and Katz got multiple breaks. They were born at the right time with the right parents and the right ethnicity, which allowed them to practice takeover law for twenty years before the rest of the legal world caught on. And what Korean Air did, when it finally turned its operations around, was give its pilots the opportunity to escape the constraints of their cultural legacy.

The lesson here is very simple. But it is striking how often it is overlooked. We are so caught in the myths of the best and the brightest and the self-made that we think outliers spring naturally from the earth. We look at the young Bill Gates and marvel that our world allowed that thirteen-year-old to become a fabulously successful entrepreneur. But that's the wrong lesson. Our world only allowed one thirteen-year-old unlimited access to a timesharing terminal in 1968. If a million teenagers had been given the same opportunity, how many more Microsofts would we have today? To build a better world we need to replace the patchwork of lucky breaks and arbitrary advantages that today determine success—the fortunate birth dates and the happy accidents of history—with a society that provides opportunities for all. If Canada had a second hockey league for those children born in the last half of the year, it would today have twice as many adult hockey stars. Now multiply that sudden flowering of talent by every field and profession. The world could be so much richer than the world we have settled for."

السبت، 28 أغسطس 2010

أريد كتاباً مبهجاً..

 
لطالما تسآءلت، لماذا نكتب عن مأسينا؟

لماذا نفضلَّ الكتب الحزينة التي توجعنا لحد مشاركة أبطالها البكاء أو التباكي!؟

بعض الروايات تضرب على وتر حساس فلا تستطيع إلا تعيشها بكل كيانك فكرك ومشاعرك لحظة لحظة، دمعه دمعة، قالت لي صديقة: أعرف مزاجك جيداً من قراءاتك!؟

في الحقيقة هو ليس مزاجي بقدر ماهو متوفر وتقدمة الكتب!

"أريد كتاباً مبهجاً، ماذا تقترحون؟" رسالة قصيرة أرسالتها لمجموعة ، ولم تكن بعض الردود متوقعة-فالصمت أول توقعاتي وآخرها- فبضع الأسئلة لا تجد إجابات!

أ "ليس هناك ما مبهج "!  أبحث عن كتاب مبهج، فماذا تقترحون؟



"ليس هناك ما يبهج" مجموعة قصصيه لعبده خال!

السبت، 7 أغسطس 2010

ضفدعي الأعرج والاوريغامي


لم يستطع ضفدعي الصغير مجارات أقرانه في القفز رغم كل محاولاتي لإصلاحه! وكان ضفدع شقيقي برجليه الرشيقتين يقفز عالياً غير آبه بمشاعر ضفدعي الأعرج! خسرت كل رهانات قفز الضفادع رغم أني لم أتردد في استبدال ضفادعي الورقية، كما خسرت كل رهانات الطائرات الورقية، كنا نصنع مجسمات من الورق لحيوانات كالبط والبجع والضفادع ومجسمات لطائرات من أوراق الجرائد أو من دفتر مدرسي قديم! ونحكَّم أمي وأبي لنعرف أعلى قفزة ضفدع كانت لمن؟ وأطول مسافة طيران كان لأي طائرة؟ رغم اني لا أعترف بالخسارة بسهولة إلا أني اعترف بأني خسرت مراراً وتكراراً رهانات الأوريغامي! وكان شقيقي يثبت مرة بعد أخرى حسه الهندسي وقد أصبح مهندساً الآن!


الاورغامي (折り紙)* هو فن ياباني للتشكيل الأوراق عبر طيها عدة مرات بزوايا مختلفة، حتى تكون لنا الشكل المستهدف، انتقل هذه الفن من اليابان إلى دول العالم الأخرى، ومازال يعلم الاوريغامي في الفصول الدراسية هناك، أشهر تشكيلات الاويغامي تجسد حيوانات كالبط والزراف والضفادع، لا سمح باستخدام جميع أنواع اللصق أو القواطع لتشكيل الأوريغامي، من هناك يأتي معنى الاسم "أوري" تعني طي و"غامي" تعني الورق في اليابانية.

كنت أفكر في نشاط جديد لأخوتي الصغار هذا الصيف، وهكذا تذكرت ضفدعي الأعرج الذي أخبرتكم عنه، فالمميز في اوريغامي الضفدع انه يشكل بطريقة تمكنه من القفز إذا ضغطت برفق علية، لذلك كان الضفدع أحد أهم الاشكال التي علقت بذاكرتي! لست أذكر تحديداً مَن الذي أهداني وشقيقي كتاب الاوريغامي الذي تعملنا منه صناعة الضفدع والزوارق الورقية، دفعتني هذه الذكرى للبحث في Google عن ضفدع الاوريغامي-origami jumping frog- وصنعت واحداً، إلا انه حظه لم يكن أفضل من حظ الضفادع السابقة فرجله اليمني أتت أكبر من اليسرى بكثير! مما جعل محاولاته للقفز تؤدي إلى انقلابه على ظهره!


بما أن أخوتي لا يعرفون القفزة الصحيحة المتوقعة من ضفدع الاوريغامي فقد أبهرهم ضفدعي الأعرج الذي يقلب نفسه! وتملك الدهشة أعينهم وهم يراقبون عرضي، ثم طلبوا مني أن أعلمهم كيف يصنعون ضفدعا، هكذا أصحبت -على الأقل في نظرهم- صانعة ماهرة للاوريغامي وعلمتهم كيف يصنعون ضفدعاً تقلب نفسها! عملتهم على أمل أن يتقنوا صنعها ذات يوم وتقفز!


لنحاول جميعاً إدخال أنشطة جديدة للأطفال في الصيف، لنستغل كل فرصة لإغلاق التلفاز والألعاب الإلكترونية الأخرى ولنشاركهم اللعب، لنتعلم معهم مهارات جديدة، أو نعيد اكتشاف مهارات سابقة تعلمناها، لنؤمن بوجود موهبة بداخل كل طفل وتبقى مسؤولية من حوله اكتشافها.






اكتشفوا مواهب أطفالكم ولو بصنع ضفدع أعرج يحاول القفز!






إيمان فضل


2010-06-30


 مصدر الصورة

الخميس، 22 يوليو 2010

الوظيفة: مهندس..!


(1)

بخرتني أمي ببخور رخيص اشتريته من طفل كان نائماً عند محطة الوقود، أخذت أمي ترتل المعوذات وأدعية عديدة قبل أن ألفتها بأني سأتأخر على التاكسي الذي سيوصلني للمقابلة “الله ينصرك، الله ويوفقك، الله يرزقك الوظيفة اللي ترفع الرأس..”

نعم الوظيفة اللي ترفع الرأس، خرجت من البلد مع آذان الفجر، صلينا مع سائق االتآكسي وإنثنين بمسجد مهجور في الطريق، دعوات أمي كانت مهمة لي “الوظيفة اللي تفرع الرأس” هذا ما أبحث عنه، راجعت أوراقي ومؤهلاتي مع خيوط الشمس الأولى..

بكلوريوس هندسة إلكترونيات بدرجة امتياز، تدريب 6 أشهر في شركة “و”، ومجموعة شهادات تقدير من الكلية وشركة “و” التي تدربت فيها قبل أن أتركها منذ ثلاثة أشهر تقريباً!

وصلت لشركة “و.ن” مبكرا ،ًانتظرت في الاستقبال إلى أن صاح بي أحدهم “مدير الموارد البشرية ينتظرك..”

دخلت وأنا أشعر بصدى صوت أمي يرافقني ..



(2)



تدربت في شركة “و” لمدة 6 أشهر، وعملت بالمثل القائل “قد يوظفوك بعد التدريب لا تتعجل”، هم لم يكلفوا أنفسهم بدفع مبلغ 10 ريال التي كنت أستلفها من ابن جارنا لإيجار الشقة التي أتشاركها مع وافد! 10 ريال في 6 أشهر تساوي 60 ريال دين على رقبتي، لم أخبر بها أهلي، ناهيكم عن المصايف الأخرى للتاكسي والطعام وغيره! ولن أتذمر وأقول أني كنت أعمل للساعة السابعة ونصف مساءاً كل ليلة وأنجز ما لا ينجزه أصغر موظف لديهم، حسناً ستقولون بي حماس الباحثين عن عمل، وستقولون بي حماس الخرجين لكن شهادات التقدير تحكي ما لا أحكيه عن حالي!

توقفت عن التدريب حين سألت موظفاً في الموارد البشرية عن موعد توظيفي فأخبرني بأني لست من المرشحين للتوظيف لأن مدير القسم ينتظر تخرج ابن أخته الشهر القادم والوظيفة محجوزة له!



(3)

تفتت أحلامي كقطعة بسكويت بيد طفل! لم تسود الدنيا في وجهي فقط كما يقول البعض لكن حتى رفيق الغرفة كان باكياً شاكياً بلغة التي لم أفهم نصفها، حاولت أن أعرف منه ما حدث معه وبصعوبة فهمت أن أمه في المستشفى وأنه يريد العودة لبلده، ولأنه “هارب” فعملية عودته صعبة حالياً، جلست معه لأول مرة منذ 6 أشهر يشكي فأسمعه أشكو فيسمعني..

لم يمض يومان حتى حللت مشكلة الرفيق وحزم ماله ليعود لبلاده، وما كان منه وهو يودعني سوى أن يترك لي عدة العمل الخاصة به وهو يقول.. “هذا مشان أنت، أنت نفر واجد زين، روح شركة وسوي شغل سالري واجد زين” ومد لي بطاقة بها اسم مدير الموارد البشرية في شركة “و.ن”..

لم تكن عدة العمل التي تركها لي رفيق سوى “دلو وخرفة بالية ومساحة زجاج”، ظننته أن يعمل على غسل نوفد الشركة، إلا أن اتصالي في الصباح بمكتب مدير الموارد البشرية أكد لي أن الرفيق يغسل سيارات موظفي الشركة! وأكد لي منسق المدير إن الشركة ستكون سعيدة بعملي مكانه بشرط المحافظة على السعر 5 ريالات لكل سيارة في الشهر بواقع 150 سيارة، إضافة إلى ريال لمن يطلب مني تنظيف سيارته من الزوار وسأحصل على وجبة مجانية من الكفتيريا يتكفل العامل هناك بإحضارها لي..

“سأفكر ..” وأغلقت السماعة..



(4)



خمس ريالات لمائة وخمسين سيارة توفر لي حوالي 750 ريال كل شهر! فلِـمَ لا أوافق!

حرصت على تلطيخ وجهي بتراب ونفش شعري كي لا يَتعَّرف علي أحد، أخذت الماء من مسجد مجاور وبدأت العمل، كنت أغسل كل السيارة مرتين كل أسبوع، كان العمل شاقاً في البداية إلى أن اعتدت عليه، هناك أكثر من 150 سيارة لكن البعض يرفض أن أقوم بغسل سيارته ويطلب مني غسلها في أوقات متفرقة من الشهر، أصحبت أغسل ما يقارب 3 سيارات لزوار كل يوم أي ما يقارب 60 ريالاً إضافياً كل شهر..



راتب 800 ريال كل شهر هو أكثر مما حلمت به، لكن أمي لم تكن بذات سعادتي حين شرحت لها “طبيعة عملي” كمهندس غسيل سيارات..

إلا أني وجدتها فرصة للتقرب من مدير الموارد البشرية، الذي كنت أحرص على غسل سياراته يومياً، وكنت أبالغ في غسلها مرتين في الأيام التي أسأله فيها عن صحته والعمل والعلوم.. من هذه العلوم شكوت له بحثي عن عمل لعامين ونصف فوعدني خيراً بعد أن سلمته في اليوم التالي أوراقي … ووصلني اتصال من منسقه لمقابلة شخصية للعمل في الشركة..



(6)



-السلام عليكم..

-وعليكم السلام، هذا عقد العمل أنا خلاص وقعته بطلع الآن خلي سالم يكمل معك الإجراءات..

كان سالم الموظف المهندم يرتب بعض الأوراق على مكتب مديره، ابتسم حين رأى الدهشة تقطر من وجهي، فقد جئت لمقابلة ولم أتوقع أن أجد عقد العمل جاهزاً!

-مبارك عليك الوظيفة أخوي، أكيد واسطتك قوية ما شاء الله..

-الله يبارك فيك، توقعت أني داخل مقابلة لكن الحمد لله..

-الحمد لله، الآن عليك تشوف العقد وتوقع عليه قبل ما تستلم الوظيفة اليوم..

قلبت الأوراق بين يدي، تعليمات ومعلومات حول الشركة وحقوق الموظف والشركة وكلام لا يهمني الآن الأهم هو “كـم؟”، ترددت قبل أن أسأل سالم الذي تحول لترتيب بعض الملفات في مكتبة المدير..

-عفواً أخوي وين أحصل الراتب؟

ضحك وقال …

-الراتب آخر الشهر في البنك

يظن هذا السالم أن روح الدعابة مرتفعة لديه، لم أستطع مجاراته والضحك معه فقام من مكانه وفتح لي الصفحة الأخيرة وأشار إلى رقم كتب بخط أحمر.. 350 ريال!

___________________

بقلم: إيمان فضل



نشرت في صحيفة سبلة عُمان الإلكترونية

الخميس، 8 يوليو 2010

على الرَّف: البط الدميم يذهب إلى العمل!


هذا الكتاب الفريد من نوعه يجمع بين قصص الأطفال الخيالية وبين علم الإدارة، ويقدم لنا كتاباً يصلح لكل أفراد العائلة، الغلاف الطريف قد يدفع الأطفال حولك للسؤال عن الكتاب، فلا تقلق فستجد ست قصص أطفال موزعة في ستة أقسام من الكتاب، يمكنك بكل بساطة أن تقرأ إحدى هذه القصص للأطفال، وما أن تصل إلى آخر صفحات القصة حتى تبدأ رحلتك في عالم الإدارة وترى كيف تنطبق هذه القصة على حياتك العملية!

يقدم الكتاب مجموعة من قصص الأطفال للكاتب الدنماركي هانز كريستيان أندرسون، إذ تأتي القصص كمقدمات للفصول، يستطيع القارئ اختيار قراءة القصة كاملة أو ملخصها ثم تقدم له ميتي نورجارد تطبيقات هذا القصة بمجال العمل، رغم إشارة ميتي أنها قامت ببعض التعديلات البسيطة على القصص إلا أنها لم تتعدى مسألة تصحيح ترجمات القصص السابقة لأندرسون التي يعرفها الكبار والصغار.

من القصص التي يحتويها الكتاب قصة "ملابس الإمبراطور" المغرور الذي لم يكن يهمه سوى مظهره الخارجي، شاركت حاشيته كلها في إهالته بكلمات المديح، وموافقته على كل ما يقدم عليه، كذلك كان شعبه المسالم الطيب يحيه ولا يتوقف عن مدح أناقته، إلى أن يقرر نصابان النصب عليه بحياكة قماش عجيب لا يراه إلا الأذكياء والأكفاء بمناصبهم! تضرب كلمة مناصب على الوتر الحساس لكل موظف شَقى حتى يصل إلى منصبه، لكن ما يفقده بعد ذلك المنصب هو السعادة والراحة لأنه –وكما نلمس من القصة- أصبح يخاف المعارضة ويسعى للتوافق، خاصة التوافق من هم أعلى منه مرتبة فيؤثر السلامة، تقول ميتي "كثيراً ما تكون الحاجة المادية سبب هذا الخوف، فعندما تثقلنا الديون وتقل الفرص بسوق العمل، نشعر بالضعف ونؤثر السلامة"*، هذه الإستراتيجية تبعدنا عن تهمة "الغباء" –إذا اعترفنا بأننا لا نرى القماش، أي عبرنا عن أفكارنا- كما تؤكد أننا "أكفاء بالمناصب" لتشعرنا ببعض الراحة المزيفة.

أهم درس تقدمة "ملابس الأمبراطور" هو "ضرورة أن ينظر كل واحد في أجندته ليعلم هل هو المتحكم فيها أم غيره، فالحرص على التوافق يجعلنا نعيش طبقاً لأجندة أناس آخرين"*، وهنا تكمن خطورة بالغة، إذ يصبح تصبح حياة المرء محاولة لإرضاء توقعات آخرين، فنقد شيء فشيء الملامح الشخصية للفرد ونفقد لمساته الخاصة وقد يفقد معتقداته التي يؤمن بها ، يقوده إلغاء صوته الخاص وشخصيته بشكل تدريجي إلى يصاب بالإحباط الشديد بل بالخيانة إذا لم ينل الترقية التي توقعها أو لم يوافق على مشروعة المقترح لأسباب اقتصادية أو غيرها! فيتكشف أنه أضاع سنوات وسنوات من عمره وفقد نفسه، تقول ميتي"الأفضل من ذلك كله أن نستعيد أجندتنا الشخصية، أن نختار العمل الذي نعشق، العمل الذي نجيده أكثر من غيرنا، فنتيجة ذلك أن المرء يشعر أنه مسؤول بالفعل لا بالوكالة. والأهم من ذلك كله، أننا نرتقي إلى مستوى عالمي، ونجني من ذلك متعة كبيرة"*.

هكذا قدم الكتاب قصص أندرسون وتطبيقات الحكمة التي يطرحها في بيئة العمل، يبحر بك الكتاب إلى أفكار مواضيع عديدة لم تخطر ببالنا في طفولتنا أثناء مشاهدة هذه القصص على التلفاز، منها تشبيه إحساس الموظف الذي يعاني من التمييز ضده لأسبب عرقية أو دينية أو جنسية بقصة البط الدميم، ذلك البط الذي عانى الكثير بسبب تمييز وتلفتنا الكاتبة بتطبيق قصته إلى خطوة التمادي في النقد الذاتي ضرورة الارتقاء بنظرتنا إلى أنفسنا.

كتاب "البط الدميم يذهب إلى العمل" الصادر عن مكتبة كعيبان يحتوي على ست قصص تجمع بين التحذير والتحفيز للموظف قدمها الكتاب مع ست تطبيقات خاصة بكل قصة، عرضت جميعها بأسلوب شيق ممتع، وجمعت بين ما توصل إليه علم الإدارة الحديث مع قصص أندرسون للأطفال، مثيرة بذلك خيال القارئ موقظة حنين بداخله إلى أهدافه الحقيقية فـ"من المحزن أن بعض الناس يضحون بالأشياء التي يحبونها مقابل أشياء بدت لهم ذات قيمة في وقتها وما يلبثون أن يكتشفوا أنهم أجروا صفقة خاسرة*" فالساعي وراء حلمه سيحققه ويتعلم منه، وجدت في الكتاب مجموعة أفكار تستحق المناقشة في بيئة العمل وحتى في المنزل طرحت بأسلوب سلسل سهلة الاستفادة منه.

أخيراً اخترت لكم مجموعة اقتباسات من نقاط تستحق التفكير وقد جاء في خاتمة كله فصل..

• ما مشروعك الإبداعي؟ ما الأشياء التي توسع حدودك وتنميك؟

• متى كان آخر خطأ ارتكبته؟ وهل كان همك تعديل صورتك أمام نفسك؟

• ما الذي يبعثر طاقتك ويشتت انتباهك عن مصر قوتك، وما الذي ينبغي أن تقول له "لا"؟


*الاقتباسات عن كتاب البط الدميم يذهب إلى العمل لـ ميتي نورجرد، ترجمة د.شكري مجاهد

إيمان فضل

2010-04-20

مصدر الصورة

الخميس، 1 يوليو 2010

عش للعصافير و الكلمة!



لا تسألوني أي مزاج لدي! فهذه صورة آخر كتبي:)


ذهبت للنادي الثقافي لاقناء الكتاب الأول "عش للعصافير" فوجدت كتاب "الكلمة بين فضاءات الحرية وحدود المساءلة" فأخذته مع الأول!


دعوني أخبركم قليلاً عن الإصدار الرائع "عش للعصافير" لجوخة الحارثي! وهو إصدار مخطط للأطفال من عمر 3 - إلى 5 أعوام، ويحكي حكاية عبيد الذي ولا يحب غسل شعره ولا قصة -كأغلب الأطفال في عمره- وعبيد هذا طفل ذكي وحبوب كما يظهر في الرسومات!

إلى أين سيصل بإمتناعة عن قصة شعر وغسله؟


أعجبتني الحكاية، واستمتع بها أخوتي الصغار أيضاً ...للأسف نسيت هذا الموضوع في المستودات منذ أشهر! يظهر ان نسخ "عش العصافير" قد نفذت من النادي الثقافي ،، لننتظر الطبعة الثانية :)

الثلاثاء، 29 يونيو 2010

COPY and PASTE



تمثل الأبحاث و التقارير الطويلة للبعض ما يشبه الكابوس الثقيل الذي لا يفيق منه حتى يرى بأم عينه الدرجة التي حصل عليها بعض بعد إطلاع الأستاذ عليه! كانت مقررات اللغة الانجليزية هي أول عهدي بهذه التقارير التي تطلب منا بين حين و آخر، و الحق يقال أن نسبة كبيرة من هذه التقارير لم تكن نتاج أقلام الطلبة أنفسهم، كل شيء يتم عن طريق Copy & Paste و لسان حالهم يقول “الله يخلي الانترنت”، بهذه الطريقة عدنا بعقول عمان المستقبل إلى صفوف الروضة و التمهيدي حيث كان على الطالب قص صورة تبدأ بحرف الكاف و إلصاقها كواجب منزلي فأصبحت تقارير الطلبة الجامعيين عبارة عن قص و لصق أيضا!!
في أحد مقررات الكلية للغة الانجليزية حالفني الحظ للدراسة مع Mr. Ivory و كانت تلك هي تجربته الأولى للتدريس خارج وطنه كندا و التجربة الأولى لي في الدراسة على يد أستاذ عاجي مثله، بين تجربته الأولى وغرابة طريقته تعلمت معنى السرقة! أن تأخذ كلمات الآخر و تنسبها لنفسك هي السرقة التي يرتكبها عدد من التلاميذ في المدارس و الكليات للأسف! حاول Mr. Ivory أن يخرج أفكارنا و كلماتنا رغماً عنا فكان امتحانه الأول لنا أغرب من الخيال الذي حاولت أن أغوص فيه لعلي أفهم كيف يفكر هذه الأستاذ! فرقنا طاولات القاعة الدراسية فور وصولنا لها و قام Mr. Ivory حينها بوضع عدد من العلب و الصناديق على طاولته و قام بتوزيع أوراق الإجابة و كان السؤال بسيطاً في كلماته مثيراً للضحك على مصيبتنا فيه describe and compare! حيث توجب علينا وصف 15 زجاجة و صندوق و المقارنة فيما بينهم ثم أضاف مسطرة طويلة على الطاولة لمن قد يحتاج لها! رغم أني كنت و مازلت أشكو أحيانا من ضعف ذاكرتي إلا أنني مازلت أتذكر تلك الطاولة جيداً، فعلبة العصير الفارغة كانت تحتل الجانب الأيمن و زجاجة الزيت النصف ممتلئة و النصف فارغة كانت عن يسارها، زجاجة للماء من شركة معروفة تصنع المشروبات الغازية أيضا كانت تتوسط الطاولة، بينما احتلت علبة بلاستيكية شفافة أحد زوايا الطاولة تنام إلى جانبها المسطرة الخشبية الطويلة التي يقارب طولها 30سم!

طلب منا كتابة 50 وصف و مقارنه لما نراه أمامنا على الطاولة، لم نملك الوقت الكافي لابتلاع دهشتنا فالوقت ليس الصديق الأمثل في مثل هذه اللحظات، قام طالب وحيد بقياس طويل و عرض بعض العلب الموجودة على الطاولة بينما اكتفيت برسم تخطيطي للطاولة و ما عليها و قمت بترقيم العلب ليسهل علي المقارنة بينهم و بين وصف و آخر وجدنا أنفسنا مجبرين على كتابة ما نراه و ما تعلمناه بالفعل، لم أستطع أن أكتم ابتسامتي أثناء كتابة الامتحان لأني لم أتوقع أن أجد نفسي مجبره على عصر كل ما عندي في كتابة مقارنه بين 15 زجاجة وعلبة!

بعد هذا الامتحان خيرنا بين عناوين مقترحة للبحث الذي سيحمل 50% من درجات المادة، حدثنا يومها عن كلمة جديدة علينا و هي “Plagiarism” التي تقابل في المعنى مصطلح السرقة الأدبية، لم يكن من السهل علينا تقبل فكرة أن يأتي أستاذ من الجانب الآخر من الكرة الأرضية ليقول لنا و بكل وضوح ما كنتم تفعلونه يعتبر سرقة! الدهشة سكنت أعيننا و نحن نتفحص أصابعنا و أيدينا التي لم تقطع أثر سرقة كلمات الآخرين و تأكدنا حينها أن عقولنا هي التي قطعت حين سَرقنا بغير قصد و عن قلة فهم كلمات من الانترنت و نحن نقول “يسلم لنا Google ” و نعترف ببساطة بين زملائنا بأنه كله ” Copy & Paste” !
كما يعرف الجميع فالكتابة هي انعكاس لشخصية الإنسان و لثقافته و علمه و كان هذه هو الفخ الذي نصبه Mr. Ivory لمعرفة السارق و القبض عليه!
أنجزت البحث المقرر للمادة و بعد مراجعته Mr. Ivory كدت أكذب عيناني بما نقلت لي حين رأيت الدرجة التي منحني إياها في عليه! كانت أقل بكثير مما توقعته مما دفعني لسؤاله عن الأسباب لتأتي إجابة لم أتوقعها أيضا.

“I don’t feel that this is you! It does not look like Iman”

لم استطيع أن اخفي تعجبي من الإجابة و شرحت له أني أقوم عادة بمراجعة الأبحاث المطلوبة مني مع والدي العزيز و يصحح لي ما يراه من أخطأ و يعيد معي صياغة بعض الجمل التي لا ترضيه، حينها أضاف لي بعض الدرجات لأني أعتمد على أستاذ آخر-على حد تعبيره- مما يفسر له قليلا مستوى البحث الذي يشك فيه! أضاف لي بعدها أن المناقشة المقررة للبحث الأسبوع القادم ستحدد الدرجة النهائية للبحث لأنه سيكشف له الكثير و كان له ما أراد.
كانت تجربتي الأولى في مناقشة بحث و حاولت فيها أن أكون “إيمان” فقط كما ظهرت في البحث من خلال أسلوب النقاش و طريقة تسلق جبل الفكرة للوصول إلى قمة المعلومة التي تأخذ بالاستنتاج و بين المرح و مشاركة الطلبة حصلت على الإبهام المرفوعة لأستاذي العاجي و ابتسامة رضا عنت لي الكثير يومها!

حاولت بعدها أن ابحث أكثر عن موضوع السرقات الأدبية و القانون المتبع في بعض الكليات لمحاربه هذا النوع من السرقة، حيث شدني القانون المتبع في كلية مجان الجامعية الذي يمنح الطالبة درجة رسوب في كل المواد الدراسية لذلك الفصل إذا قام في سنة الأخيرة بسرقة جملة واحده فقط في أحد المقررات بدون توثيقها توثيقاً سليماً على طريقة HARVARD التي تدرس للطلبة هناك و يطالب الجميع بإتباعها و تستخدم الكلية برنامجاً خاصاً ليكشف السرقات الأدبية خاصة تلك التي يأخذها الطلبة مباشرة من الإنترنت. بينما لا تهتم بعض الكليات لهذا الموضوع فأين الخطأ يا ترى؟ هل هو في نظام تعليمي قام على فكرت قص و لصقت حتى في الامتحانات النهائية فيحاسب الطالبة على إنقاص أو زيادة كلمة هنا أو هناك في إجابته؟ أم أن الخطأ في عدم فهم السرقات الأدبية كجريمة يعاقب عليها القانون؟ أم أن لكم رأياً آخر…


نشر المقال في الفلق
مصدر الصورة

الأربعاء، 23 يونيو 2010

It's not how good you are...

I was reading this month a book called “It's not how good you are, it's how good you want to be!” by Paul Arden. The book is a guide to make the most of your-self.
We all want to be good at our jobs or want to get higher IPF, but the question this book discuses is “How good do we want to be?”
Quite good?
Good?
Very Good?
The best in our field?
Or
The best in the world?

What we aim is what we achieve, hire are some of Paul Arden advices form the book I would like to share some ideas you all…

1. "Do not seek praise, seek criticism."

2. "Do not cover your ideas. Give away everything you know and more will come back to you."

3. "The person who doesn't make mistakes is unlikely to make anything."

4. “It’s better to regret what you have done than what you haven’t.”

5. "You are the person you choose to be.”

6. "Dreaming and talking about it won't achieve anything."

7. "Try to do the things you're incapable of."

8. "Nearly all rich and powerful people are not notably talented, educated, charming or good-looking. They became rich and powerful by wanting to be rich and powerful."

9. "Your vision of where or who you want to be is the greatest asset you have. Without having a goal, it's difficult to score."

10. "If you can't solve a problem it's because you're playing by the rules."

11. "Don't promise what you can't deliver."

12. "If you get stuck, draw with a different pen."

13. "All of us want to be good at our jobs, but how good do we really want to be? Quite good. Good. Very good. The best in our field. Or the Best in the world? Talent helps, but it won’t take you as far as ambition. Everybody wants to be good, but not many are prepared to make the sacrifices it takes to be great."

photo

السبت، 19 يونيو 2010

الـثـابـت الـوحـيـد

" أخذني حنين لهذا النص القديم، ربما منظر الدماء اليوم بعثه من مرقده، ربما.."

أكرهها تلك الباصات المتقابلة الكراسي ..
أ نتقابل هماً و غماً أم ألماً و حزنا ؟
أنفاسنا أتبعها السفر من وطن إلى وطن ..
هنا عند دوار مطار السيب الدولي المحاذي لمركز شرطة العذيبة أركب باص أجرة آه يا كم تأسر الأوطان ..
يسألني زميل الباص عن الساعة حسب التوقيت المحلي وبدا مغترباً فأطلب منه اختيار أي وجهة من الوجوه الأربعة لساعة الدوار يناسبه أكثر ..
أعزائي ..
إذا حدث أن قابلتموني يوماً بباص أُجرة متقابل الكراسي فليبتسم كل منكم قهره و لا تعطروني بخيباتكم!
لأكاد أبصم أن الهم ينتقل كالعدوى بيننا هنا!

ما صبرني على ركوب باص الأجرة سوى عشقي للمفاجئات ..
عدت أخيرا إليك يا وطني ..

رويداً أمشي في الحي باتجاه المنزل ساحباً ورائي حقيبة سفر أتعبها الترحال ..
كانت الشمس قد ودعت المكان وتبعتها بقايا خيوطها الحمراء ، لا شيء سوى أصوات بعض الحشرات تغني فتبعث فيَّ الذكريات ..
هنا تحت هذه الشجرة بكت أمي ذات يومٌ عليَّ خالتني ميتاً ! بعد أن رماني ابن جاري سعود بحجرٍ لأني رفضت إعارته دراجتي كنت طفلا عنيداً كأبي هكذا كانت تصفني أمي كلما أعادت عليَّ الحكاية!
فقدت الوعي عندها و سال دمي و دمع أمي ...
مازال حاجبي الأيسر مقطوعاً من أثر غـُرز الأطباء من ذلك اليوم ..
آه .. أماه .. انتظرتني كثيراً و ها أنا ذا أتيت ، وفيت بوعدي ، عدت حاملا شهادة تسكن الفرح في قلبك الجميل ، عدت حاملا أملاً بغدٍ أجمل ..
توقفت ..
أخذت ادخل الهواء إلى رئتي كما لم ادخله من قبل لكأني أرغب في كمية اكبر منه لتعينني على استقبل المنزل بعد هذا المنعطف ..
استدرت ..
دافئ كعادتك شامخ كعادتك مزدحم على غير العادة ؟!
عجباً...
سيارات كثيرة تحيط بالمنزل ، أهي احتفالية ما ؟!
هل ظهرت أسماء المقبولين في الجامعة و ظهر أسم شقيقي عبد العزيز معهم؟
أم ان عمرواً خطب أخيراً ؟
احدث نفسي و أنا امشي سريعا لعلي أحصل على ثواني إضافية من السعادة معهم ..
خيراً بإذن الله " اهمس لذاتي الباسمة "
أجر ورائي حقيبة سفر تعلق بين الحين و الآخر بحجرٍ من هنا و آخر من هناك ، لم يعد يهمني أمرها أن قطعت او سقط ما فيها فقد وصلت أخيرا إلى مبتغاي ، لن أسافر مرة أخرى بها فلا تعطليني يا حقيبتي الوفية ..
أمد يمناي إلى المقبض الذهبي لبابٍ اشتاق لمن يسكن خلفه شوق يرجف له قلبي ، أمدها ببطء لأستلذ بلحظات الشوق الأخيرة ..
يبتعد المقبض عني قبل أن تصل يدي إليه و يُفتح الباب !
لجزء من الثانية أُفكر .. أكانوا يعلمون بقدومي ؟
أ أخبرهم صديقي عليَّ بقدومي ؟
هل رأوني من النافذة ؟
أرفع عيناني عن المقبض و انظر إلى ما وراء الباب بشوق و لهفه رضيع للقاء أمه!
أرفع عيناني و انظر إلى ما حجبه الباب عني ..
.

.

.

أ أصدق ما لا يصدقه النظر ؟!
أ أكـَّذِبُ عيناني بما حملت ؟!

.

كيف كان لك يا قلب أن تحزر ؟
كيف كان لك يا عقل أن تفهم ما تحمله إليك عيني ؟!

نَعشٌ محملٌ على الأكتافِ

يلف بي الذهول كرتنا الأرضية و يعيدني إلى باب بيتي مشردٌ يتلحفهُ الذهول !!
نسيت كيف تنطق الكلمات .. أمااه تعالي و علمني مرة أخرى كيف تنطق الكلمات؟!
و علمني ما أقول في هذا الذهول!
أتراها ... أم أنه ... أيهم ... مَن يا حياه سلبتني في لحظة العودة الأخيرة ؟!
أتبدل الكلمات شيءً ؟!
وهل يقتل الصوت المشرد دهشة ً؟!
و تُحَل طسم النعش المُحَمَّل ؟!

أيا عقل أغثني بفكره للخلاص من الذهول الثـَمِـلِ بِالدهشات !!

حولت نظري المشلول يساراً عليَّ ألقى جواب سؤال نسيت كيف أنطقه و كيف أفكر فيه!

فإذا بنعش آخر تحمله الأيادي ليوضع على الأكتاف..

اقتربت كائنات ترتدي الأسود للملمه أشياء سقطت من حولي – عرفت بعد أيام أنها ملابسي التي سقطت إثر سقوط حقيبتي من يدي – لعمري أن سرعة الأرض ازدادت وفقدت الأرض توازنها ، أحاول أن أثبتها على الأقل تحت قدماي فقط ! فأعجز..

شقيقيَّ عمرو و عبد العزيز كانا صاحبي النعشين ، هذا ما فهمته من نواح نائحة بعد أن استعدت قدرتي على التفهم ..
"حادث سيارة " قالها رجل يربت على كتفي لم انتبه لوجوده ..
هدأت الأرض قليلا ً بعد أن نحروا فضولي المتيم بالمعرفة..

نسيت كيف أتمتم بكلمات العزاء أ أعزيهم على فقد شقيقيَّ أم اعزي نفسي؟ لمن أقدم العزاء ؟

لم يحضا العقل بفرصة لاستدعاء ذاكرته لعلها تذكره بما يقال في أرض الذهول!!

لم يكن في القلب أو في العقل شيء سوى الشوق أتيت محملاً به فكيف يرحلون؟ لمن اسقي شوقي ؟ لمن أطعم حبي ؟

أصريت أن ألقي نظرة و أقبل وجهيّّّ أشقائي بداخل النعشين قبل الدفن, أستنكر بعض الحضور طلبي ..

"هذا انتهاك لحرمة ميت " صاح أحدهم من بعيد واقفة آخرين..

فزاد إصراري ..
فلتسموه ما شئتم عناد أم غيره من الأسماء ، لم أشعر برغبة في أي شيء من قبل كرغبتي في تقبيل شقيقي و أنا العائد بالشوق إليهما..
طلب منهم الرجل الواقف بجانبي أن يدخلوا النعشين إلى الغرفة المجاورة و كانت غرفة مخصصة للضيوف ..
أتكون أول غرفة أطؤها في البيت عند العودة الأخيرة غرفة للضيوف!
لم ألحظ أن من ربت على كتفي كان خالي سوى بعد أن أدخلني إلى غرفة الضيوف مع النعشين !
ما ظننت يوما أن ينبض قلبي بعدكما أخوتي و قد كنت كالأب لكليكما !
تقدمت من النعش الأول و كان لعبد العزيز ,, كان الكفن بارداً ، أ تراه يشعر بالبرد وهو بداخله كما اشعر به ؟ شعرت بخالي يراقبني بأبوة عاجزة عن تقديم العون و ماذا يقدم لي الآن و قد فقدت شقيقي دفعه واحدة ؟ أ تراه يستطيع أن يقدم لي أخاً و هو التواق لطفلٍ يحمل اسمه ؟!

فتحت الكفن ..

نظرت الوجه المصفر الجميل ..
بسمه مسحت شفتاه الصغيرتان ..
ذقنه العريض به غرزتان و كدمة ..
فغرست على جبينه قبلتان وخده..
ودعوت ربي له بجنتين و رحمه ..

لم اشعر باقتراب خالي مني شعرت فقط بيد تربت على كتفي نبهتني إلى كلماته الأخيرة " نزيف بالدماغ "

أَغلِقتُ عيناني ..
وأُغلِقَ النعش ..

اتكأت على خالي أثناء نهوضي ، لم اعد أدرى أين ضيعت قواي ، أ يأخذ فتح نعش و تقبيل صاحبة كل هذا الجهد؟! ، هممت بالآخر فمنعني خالي و ضمني كمن يطلب اللجوء و السماح هزمتني و هزتني ضمته و همس " لا تفعل لأجلي "..
زادت رغبتي في تقبيل أخي الأصغر عمرو ..
أخرجني خالي من الغرفة و كنت كالطفل بين يديه وقال " انتهينا "
لم أكن أملك أن اعترض أو أن أقاوم ..
رأيت في عينَّي خالي ما لم أره من حزن من قبل كان وكأنه يحاول حمايتي من شيء ما أو حماية نفسه بمنعي ..
حمل الرجال النعشين و أنا أميز نعش أخي عمرو .. سرت معهم بقدمَّي فقط و قلبي معلق بنعش أخي و عقلي ثـَمِلٌ بأمي ..
سرنا سريعا لكأن الأرض تطلبهم فتُعَجِلُنا ، لكأننا نزفهم إلى أمل تحقق ..
راحوا يحفرون حفرتين و أنا انظر نعش عمرو لعلي اخترقه و اقبله !
انزلوا نعش عبد العزيز و أهالوا علية ثراً رطباً و بادراً .. أتراه يشعر بالبرد و هو هناك ؟!
طلب مني خالي بعينيه أن لا افتح نعش عمرو ..
رددت بعيني أيضا "آسف" ، نزلت حفرة حفروها لتكون قبرة و أنزلوا النعش ..
فتحته ، ردد البغض كلمات استغفار و استنكار لفعلي ، حاولت إزالة الكفن منعتني الظلمة من أن أرى أي تفاصيل لكن ولم تمنعني من أن افهم التفاصيل أعدته سريعاً ، و ارتميت على الكفن أضمه و ألملم فتات جسده ، و أخذت أقبل بألم موضعاً أخاله رأسه!

أغرق يا دمع قبر أخي ودفئ فتات جسده
لا تحرقه بدفئك فالدف أحرقه و قتله ..

"أفــاق"..

وجدت نفسي ممداً على فخذ خالي وهو يمسح على شعري و بينما يغسل أحدهم وجهي بماء فاتر و همسات تحمد الله من حولي ، سندني خالي و آخر معه ، حتى وصلت للمنزل شكرت الآخر لم اعد اذكر أي وجهه كان أو أي اسم يحمل ، لا ادري إن كنت شكرته بصوت وصل إليه أم لا فقد نسيت كيف تخرج الأصوات من الحناجر..

سنده الحائط الباكي علينا حتى وصلت إلى غرفة أمي ..
طرقت الباب مرةً وفتحته خشيت أن يُفتحَ قبل أن افتحه..
سُخف .. أ أصبحت أخشى انفتاح الأبواب ؟!
أ هكذا يزرع الخوف في القلوب؟!
أ هكذا ينبت الخوف في حياتنا ؟!

إيمان فضل 2005م
مصدر الصورة

الاثنين، 24 مايو 2010

No imagination no graduation

مشروع التخرج هو ذلك المشروع الذي يثبت فيه الطالب قدرته على توظيف ما اكتسبه خلال دراسته –من علم و مهارات- لإنتاج شيء جديد يعالج به مشكلة ما أو يقدم فيه فكرة جديدة. ترفع بعض الكليات-خارج السلطنة- شعاراً للمشاريع التي يقدمها الطلبة كمشروع التخرج متمثل في عنوان مقالي هذا”No imagination on graduation” فالطالب الذي لا يستطيع تخيل مشروع جديد في طرحه و فكرته لا يستحق التخرج، الطالب الذي لا يستطيع أن يوظف ما تعلمه خلال سنوات دراسته في حل مشكلة ما أو تقديم خدمة/فكرة جديدة لا يستحق التخرج.

لن أكون حياديه في هذا الموضوع لكني أسأل – فالسؤال باعث على البحث و محفز للتفكير- هل مشاريع التخرج التي تقدم الآن في مختلف جهات التعليم العالي تخدم الهدف من مشروع التخرج؟! أليس الأصل في المشروع إثبات و قياس قدرة الطالب على البحث و التطبيق و معالجة المشروع خلال فترة زمنيه محددة فلماذا تقبل مشاريع مكرره و قديمه نجد تقريراً مفصلاً عنها سلفاً في مكتبه الكلية!؟

قد تحصر الإجابات بين “الطالب” أو “الأستاذ” و كلٌ سيلقي باللوم على الآخر !

الحقيقة هو أن الجميع مشتركين في هذا الأمر، فالكليات عادة لا تملك ميزانيه لمشاريع التخرج -حتى الخاصة منها- فلا يستطيع الأستاذ أن يُطالب الطالب بمشروع يحتاج تمويل أو أجهزة فالكليات لا تملك الإمكانيات ! الطالب الذي لا يجد تحفيزاً أو دعماً لأفكاره لن يستمر طويلاً في محاولة الإبداع إلا من عَرِفَ معنى الإبداع الحقيقي و تذوق طعمه.

مشكلة الكليات -الإمكانيات- سيسهل حلها إذا ما تعاونت هذه الكليات مع مؤسسات الخاصة لترعى مشاريع التخرج و ستكون هذه فرصه رائعة لدعم و مساندة مشاريع الطلبة وهي في ذات الوقت تأكيد لدور تلك المؤسسات الخاصة اتجاه المجتمع و في المقابل ستتعرف هذه الجهات على عقول مبدعة ستكون بلا شك الاختيار الأمثل للتوظيف لديهم، فتكون تلك فرصة للجانبين للتعرف الذي طال انتظاره من قبل الطالب لشركات ستكون وجهته التي طال انتظارها بعد التخرج، فـ”هل تبحث عن موظف مبدع؟ ادعم مشاريع التخرج ستجد معنى الإبداع ..

على الجانب الآخر يأتي دور الطالب قتيل الإمكانيات و التحجر بعض المناهج! و كنت في حديث قصير لي مع زميله تسبقني بعام دراستي و كان عليها أن تقدم فكرة مشروع تخرجها أكدت لي “غاضبه” أنها طوال سنوات دراستها “لم تتعلم شيء” لذلك لا يمكنها أن تتخيل أي مشروع أو أن تقدم شيء جديد! ما زاد من حدة غضبها وفجره أن الكلية ترفض إعادة تقديم مشروع سبق تقديمه الفصل الماضي و ستمسح بمشروع قُدِّمَ السنة الماضية! طلبت منها البحث عن أفكار مشاريع و محاولة دراسة مشكلة معينه و إيجاد حل لها ولكني في النهاية تأكدت… هي فعلا لم تتعلم شيء طوال سنوات دراستها لأنها لا تريد التفكير أو بالأصح لم تتعلم كيف تفكر، من لم يتعلم التفكير لا يمكنه أن يقدم شيء جديداً ! مشروع التخرج فرصة لاكتشاف مدى قدرة الطالب على إنتاج شيء مميزو وفرصه لإثبات نفسه لا أفهم كيف لا يستغلها البعض!!

لا مزيد من الحفظ و إعادة كتابة ما حفظته أثبت نفسك أثبت بأنك تستحق التخرج، مشاريع التخرج موضوع يطول الحديث عنه لتكن هذه مقدمة لمقالات أخرى إن شاء الرحمن، دعونا نطمح أن تعلن أحدى الجهات عن مسابقة و جوائز -كاقتراح أولي- لأفضل مشروع تخرج أو أن تقدم بعض الجهات الدعم المعنوي و المادي لمشاريع الطلبة المميزة..

مشروع التخرج كان بالنسبة لي مشروع الحلم ولكني صدمت عند تقديم مشروع التخرج في دبلوم تقنيه المعلومات برفض فكرة مشروعي و حصر مواضيع المشاريع في جانب واحد و هو قواعد البيانات و كانت فكرة مشروعي تجمع بين البرمجة و الشبكات! طالبت يومها بتفسير لسبب الرفض و كانت إجابة الأستاذة تقول أوامر من رئيسة القسم !

تبعنا الأوامر و قمت بإنجاز المشروع و تقديمه في الوقت المحدد لذلك والحمد لله، بعدها بأيام تمت مناقشة المشروع و انتظرنا إعلان النتائج، بين غمره الفرح بتقديم المشروع بأفضل ما لدي و بين الاستعداد لامتحانات أخرى ذهبت أتحسس أخبار نتائج المشروع كلما طلب مني أحد الأستاذة، كان لي لقاء قصير بعد آخر امتحان نهائي مع معلمتي حين أكدت لي بأن قراراً آخر أصدر بعد تسليم جميع المشاريع ينص على أن لا يحصل أي طالب على درجة Aأو-A رغم أن جميع طلبة الفصل الذي سبق حصلوا على درجةA بلا استثناء! وسط تأكيد الأساتذة بأن مشاريع هذه الفصل أفضل بكثير من الفصل الماضي أصدر هذا القرار بعد تقديم المشاريع مؤكداً بعدم وجود أساس للمنطق فيه أو أي مجال لمعرفة الأسباب، عندما طلبت توضيح جوانب القصور في المشروع لـ”نتعلم” لم أحصل على إجابة فالدرجات كانت حسب مزاجية رئيسة القسم!

هكذا قدمت أول مشروع تخرج من الدبلوم و رغم أني أؤمن بعدم وجود مشروع “كامل” أو “مشروع” مثالي و هذه هي طبيعة إنتاج البشر فلا وجود للكمال، إلا أن غياب أسس التقييم و تغيب المنطق في إصدار القرارات خلف علامات استفهام و تعجب أكبر من حلم التخرج ذاته!

نعم قد لا تكون مشاريع التخرج بالمستوى المطلوب لذلك لن يسحق أي طالب درجة نهائية لكن ألا توفقوني بأن “واجب” الكلية هو التعليم! نحن هنا لنتعلم و خير معلم لنا هي الأخطاء التي نقع فيها بكلمات أخرى انقد عملي لأتعلم من نقدك.

الآن و بعد مضي قرابة عام على مشروع تخرج الدبلوم مازلت لا أعرف أين كان الخلل أو ما هي أوجهه القصور فيه!؟ مما يجعلني و زملائي فاقدين لحس تقبل النقد الذي يدفعنا لمحاولة التطوير التي لا بد أن نؤكد عليها، فغداً سنعمل في مشاريع واقعيه نمثل فيها أحد المؤسسات أو الشركات و سيكون النقد –الذي كنا نحلم به لمشاريع التخرج- أساس جيد يُمكننا من تفادي أخطاء وقعنا بها و يُخلق نوع أفضل من الاستيعاب و التقبل للمناقشات التي تعتبر مكسب حقيقي لجميع الأطراف فيها.

مشروع التخرج ليس مجرد مقرر أو مادة ندرسها لأجل إكمال عدد ساعات التخرج فقط إنما هي من أغنى المواد الدراسية –و إن كنت أعتبرها أهما- تعد الطالب لحياة واقعية تطلب قدراً كبيراً من الدقة و الإتقان للمضي فيها بخطى واثقة قادرة على مجارات التحديات فلا تضيعوا فرصتنا هذه.

إيمان فضل


نشر هذا المقال ضمن سلسلة "أوراق طالبة" في مجلة الفلق الإلكترونية

مصدر الصورة