الاثنين، 27 أبريل 2009

رائـحـة الـمـطـر..



رسائل برائحة المطر ..



(1)

......عذرا كان علي أن أهرب .. كان علي أن أسبق سيل الذكريات المنبعث من رائحة التراب بعد المطر، كانت تمطر بخفه و تبعث ذكراك مع كل قطره ، أهي الصدفة وحدها التي جعلت صوت المطر على نافذتي اقرب لصوت لوحة مفاتيحك !! تشبيه غريب – قد تفكرَّ – لكن صوت المطر على نافذتي يشعرني بالوحدة كما تشعرني صوت لوحة المفاتيح عندما تبدأ بالطباعة وأنا أحدثك عبر الأقمار الاصطناعية عن قلبي ، آه .. أذكرُ ضحكاتك ذات شتاء حين أكدت لي بأني أطبع بنغمة مميزة على لوحة المفاتيح لا يمكنك أن تخطئها ! كيف أصبح صوت لوحة المفاتيح صوت الوحدة ؟ أ لأنك تبدأ بالطباعة عندما تمل من صوتي ؟ أم لأني أبدأ في الطباعة عندما أجد ما هو أهم من صوتك الدافئ ؟ لا... ليس هناك ما هو أهم من صوتك، كانت حماقة مني، فهل تعذر ؟

رائحة المطر تبعث ذكراك بشكل وحشي، لم يكن لدي أي خيارٍ سوى أن أحاول الكتابة، هي محاولة هروب جريئة بلا شك خاصة وأنها قد تنتهي بموت قلبي من فرط الألم أو الحزن، أو كلاهما معاً ...

آه كم تعذبنا قلوبنا الصغيرة ..


دعني أذكرك بما حدث ذات خريف، حين جمعتنا الصُدَفُ وباركتنا عاشقين تحت المطر! مضحكٌ فعلاً ما كنا نقوم به ! كنا نلاحق الضفادع ونراقب حركتها ! أذكر أنك قلت لي يوماً بأنك نَفَسَكَ في العشق أطول من نفس الضفدع تحت الماء ولم أفهم قصدك! الآن فقط أدرك معنى قولك !

نعم لم أكن مستعدة لتجربة كتلك، ولم أكن قادرة على تحملها وحدي والآن علي أن أشكرك لأنك أتحت لي الفرصة لأن أعيشها بكل فصولها ..



(2)



ألم أقل لك بأنك تجربة لم أكن مستعدة لها ؟ نعم، حتى هؤلاء لم يكونوا مستعدين للقراءة عنك !!

كانوا يترقبون قلبي .. يتحسسون جدرانه باحثين عن ثقبٍ أو شق .. انتظروا هذا الانفجار طويلاً .. لكنهم لم يتوقعوه بهذا العمق !

والآن بدأ من بدأ بجمع الجمرات استعداداً لرجمي!! لا تستغرب كل هذا لأني كتبت عنك !

وبدأت النساء بحياكة القصص والحكايات عنك وعني .. وحدهم الكذبة من يختلقون الحكايات ..

كل هذا لأني اعترفتُ بأنك لم تكن طقساً عادياً، كنت كغزل الرذاذ مع خيوط الشمس، أتذكر حين ركضنا سوياً باحثين عن جرة الذهب أسفل قوس قزح!؟ أتذكر جدتي حين قالت بأن الجرة أسفل قوس الألوان ستحقق كل أماني من يعثر عليها ؟؟ ولكن ما هي أمانينا ؟؟ وهل تحققها جرة ذهب؟؟

وما نحن الآن؟؟

هل انتهينا؟ هل انتهي كل شيء فعلاً؟!

أنها الواحدة بعد منتصف الليل الآن ..

أعرف أنك لم تعد تعير الوقت اهتماماً فكل الساعات التي أهديتك أعدتها لي إمعانا في تعذيبي !!

فهل نكره من أحببنا بقدر حبنا السابق له !؟!؟ هل استطعت أن تكرهني لهذه الدرجة !!

دعني أضع بعض الحروف على النقاط .. لا ليس هذا خطأً مطبعياً، سأضع الحروف على النقاط لأملأ فراغ غيابك و عذابي ..

أولاً : أنا إنسانة لي قلب

ثانياً : لم أكن أعرف الكره قبلك

ثالثاً : أكرهك الآن بكل قواي فرد لي قلبي كما كان ..

فـهل الكره نهايتنا ؟؟

مهلاً ..

مهلاً ... ما جدوى النهايات إذا لم نكتب بأنفسنا البدايات؟؟

أنت تعرف أن قصتي معك كانت نقية .. أفلا تخبرهم !؟

لماذا ارتديت الصمت ؟! هم يحاولن الآن رجمي ...

يستخدمون أحجاراً كريمة ملفوفة بأسياخ ٍمن الذهب ...

قال أحدهم .. إحساسك صادق ،، بلا شك هو لا يستحقك ..

منافق !

سُخف!

من منا لا يستحق الآخر ؟؟

من منا لا يستحق هذه المشاعر ؟؟ من منا خاف البلل حين ارتفعت بنا الأمواج !؟

آآآآآآآآه يا فيروز صوت يزن في أذني ..

(من يركب البحر لا يخشى من الغرق ..)

و نحن نخشى البلل !!

سُخف !

أنها الواحدة بعد منتصف الليل الآن ..

هم يحاولون الآن رجمي لأني ... لأني أنثى أجرمت حين أودعتك قلبي لترعاه ..

يحاولن تجريدي من سري الجميل المعلن - حبك - ..

يحاولن إبطال مفعول لذله هذا السر ..

ألا تنقذني !؟ منهم ومن نفسي ومنك ؟!

ألا تفي بوعدك !؟ ألا تأتي كالحكايات ممتطياً حصاناً أبيض أو بساط سحري، أو حتى عبر الأقمار الاصطناعية!؟!

لا عليك .. لنعد إلى موضوعنا ...

دعك منهم الآن ولنعد لنا نحن .. أو لما كناه ..

هل يهمك فعلا أمري الآن ؟؟ و قد أصبحنا فعلا ًماضي !!

إنها الواحدة من بعد منتصف الليل الآن ..

انتهي سحر الجدة عند انتصاف الليل .. لم أترك حذائي كسندرلا الليلة، أعرف أنك لن تتبعني .. عدت لأكتب لك هذه الكلمات أعرف بأنك لن تقرئها فقط أردت أن اكتبها لك ..


1:41 صباحاً


27\ 8 \ 2006


إيمان فضل