الأربعاء، 6 أبريل 2016

الحلول قبل المنع – مشاكيك أم شاورما ؟

الحلول قبل المنع – مشاكيك أم شاورما ؟

تعنى البلديات بتطوير المدن والقرى عن طريق خلق حلول خلاَّقة لاحتياجات المواطن، ويأتي قرار منع بيع المشاكيك ضمن القرارات المفاجأة التي لم يتوقعها المواطن!

لكل بلد جانب ثقافي متصل بما يسمى "مأكولات الشوارع – street food " ،  وهي تُعَّبر وتعكس جانب ثقافي هام لكل بلد، فعادة ما تقام الأسواق الشعبية "برعاية البلديات" حيث يعرض سكان البلد منتجاتهم ومن ضمنها مأكولات الشوارع، كما تكثر تواجد الباعة المتخصصين بمأكولات الشوارع في الأماكن العامة والترفيهية منها من شواطئ والحدائق والمزارات، حيث يتكمن الزائر من تناول وجبه خفيفة وسريعة محببه إلى قلبه.

الفترة التي اقمت فيها بـ لاهاي في هولندا لم تمر بدون الزيارة أكشاك بيع البطاطا المقلية على الطريقة الهولندية، ولم يكون بإمكاني تجاهل لذة "كيبلنج –Kibbeling" وهو عبارة عن قطع من السمك الذي يتم تتبيله وقليه خصيصاً لك لتوفير وجبة مميزة إلى جانب الربيان الملقي وغيرها من الوجبات الحلوة مثل الوافل وال Poffertjes.

هل يمكنك زيارة مصر بدون أخذ ساندوتش فول وفلافل؟ هل يمكنك زيارة اسطنبول بدون تجربة الدونر كباب؟ أو تجاهل وجود الكريب في شوارع باريس؟! للأسف أصحبت الشاورما التركية أو ساندوتش الفلافل هن الأكلات الأسهل والأكثر توافراً في المدن العمانية، منافسة كل الأكلات الشعبية التي تحمل ما تحمله من إرث ثقافي وطابع محلي، فهل يجد العُماني ألذ من مشاكيك مجهز بالبهارات العُمانية الخاصة !؟

التنظيم وتقديم الخدمات المناسبة هو المطلوب وليس المنع، إذ نطالب بدعم كل ما يعكس الهوية العمانية وتنظيم العمل به ، ما نراه في صلالة بتنظيم بيع جوز الهند والموز وغيره من الثمار هي أحد الحلول الذكية التي تقدم خدمات للمواطن والزائر وتنظم الحركة الشرائية، وتعتبر محلات بيع المشاكيك في سهل أتين مثال آخر لحل مشابه للوضع الحالي في مسقط،  حيث يمكن للبلدية إقامة أو توفر اشتراطات مدروسة لمثل هذه الأكشاشك، ويتم الإعلان عن فترة انتقالية تسمح للمواطن بالتجهيز ما يلزمه. توقعنا أن نصل لمرحلة نعي فيها أهمية التواصل مع المواطن قبل تنفيذ قرارات تمسه بين لليلة وضحاها ولكن يظهر أننا مازلنا نحتاج لفنون ومهارات إدارة التغيير!

تبقى القاعدة "إذا لم يكن لديك خطة فأنت جزء من مخططات آخرين" وهذا ما حدث بالفعل، فعدم وجود حلول لاستغلال المناطق السياحية وعدم وجود تنظيم لخدمات يحتاجها المواطن تجعل الشباب يقدمون حلول تلبي احتياجاتهم في ظل أوقات إمتد فيه متوسط فترة البحث عن عمل لثلاث سنوات وقد استغل الشباب أوقاتهم بكل الرزق، يبقى السوق عبارة عن عرض وطلب وإذا لم يكن هناك طلب لما اشتهر مجموعة كبيرة من الشباب العمانيين بتقدم هذه الخدمة على مدى سنوات، فهل نجد استجابة للطلب بعرض حلول للمواطن قبل العقوبة؟

تحية لكل شاب عُماني وقف على قدميه ووجد لذاته عملاً أتقنه وأحبه الناس لإتقانه.



إيمان فضل
@ImanFadhal
  6 إبريل 2016