اكتشفت متعة القراءة في سنواتي الأخيرة بالمرحلة الابتدائية، وقد جاء اكتشافي متأخراً جداً! شكرت مجلة ماجد -في سري وعلاناً الآن- لأنها أصدرت سلسلة أيام عربية، هي رواية قصصية مبسطة للأطفال لأشهر أيام العرب - منها يوم ذي قار ويوم الحارث- قدمها الكاتب الكبير محمد المنسي قنديل بأسلوب سهل وبديع، استطاع المنسي أن يأسر تلك الطفلة الصغيرة التي تنقلت بين الكتابين كطفلة تذوق الحلوى للمرة الأولى في حياتها! رغم أن سلسلة أيام عربية صدرت عن مجلة ماجد مستهدفة الأطفال، إلا أني مازلت أنصح صديقاتي بالاطلاع عليها وأحتفظ بها، للكتاب الأول سحر لا فلاة منه!كتابي الأول كان مدخلاً إلى عالم القصص السحري، كل ما سبقه لم يعد يحفر في ذاكرتي الكثير، ما زلت أذكر كيف كنا - أنا وشقيقي وأبي ـ نذهب مشياً إلى أقرب مكتبة صباح الخميس لشراء مجلة ماجد - طبعاً بعد كتابة الواجب والمراجعة!!- رغم أن مجلة ماجد دخلت المنزل مبكراً إلا أنها لم تترك بذاكرتي ذلك الأثر الكبير، في حين كانت قصص مجلة زهرة الخليج التي يحكيها لنا والدي قبل النوم أهم من ماجد الملونة المصورة وكل ما فيها! -استثني من هذا متعة البحث عن فضولي- جذبتني كطفلة في سن صغيرة القصص المحكية سواء من كتاب أو مجلة أو من التراث الشعبي كحزايات (القصة في اللهجة الدارجة في ظفار) جدتي، جاء المنسي قنديل وأنساني كل هذا مما يجعلني ألتفت إلى سلسلة أيام عربية كالاكتشاف الفعلي لمتعة القراءة! لذا لم تدرك معلمة التاريخ سر شغفي بالتاريخ الذي أصبح - في مفهومي الطفولي- حصة للقصص!الأطفال في تلك السن كانوا يعيدون اكتشاف الجاذبية الأرضية باللعب بالأحجار، ويعيد البعض اكتشاف النار! كل ذلك لم يكن يعنيني وقتها فقد كنت أعيد اكتشاف القراءة وكانت اكتشافاً باهرةً جداً!كنت ابحث دوماً عن دهشة الكتاب الأول، عن دهشة الاكتشاف ومتعة المعرفة، تنقلت في قراءاتي بين ديوان إيليا أبو ماضي ومجموعة لنجيب محفوظ، قرأت الكثير عن الفراعنة وقصصهم المبسطة للأطفال، قرأت لأبي القاسم الشابي، وقرأت لنازك الملائكة وجبران، وكان لبهاء طاهر حضور في ذكريات قراءاتي الأولى برواية "خالتي صفية والدير" وغصبت في أحداثها حتى حلمت النيل يسري أمام عيني!منذ تعرفت على معرض الكتاب وأنا أحلم بأن أشتري كل كتب المعرض! قد كبرت تلك الأمنية في عقلي الصغير إلى حلم العمل في مكتبة، وقد تتخيلون كم من وقت العمل سأقضيه فالقراءة مسحورة متناسية وظيفتي! كذا كان اشتراكي في جماعة المكتبة هي الفرصة المناسبة للذهاب لمعرض الكتاب صباحاً برحلة مدرسية- ومن زار معرض الكتاب صباحاً يدرك ولعي! - حيث لا زحام ولا اختناق، تعلمت الكثير من جماعة المكتبية بمدرسة شاطئ القرم، صحيح أنها لم تكن جماعة ذات فعاليات وأنشطة عديدة كما أتمنى، وكانت استعارة الكتب وإعادة تنظيمها أهم ما يدور في أشهر قد تطول، لكن لا يمكنني أن أنكر المعرفة التي اكتسبتها خلال عامين بجماعة المكتبية!لا أخفي عليكم أني مازلت أرتب مكتبتي الصغيرة الخاصة بنظام ديوي العشري بصورة مبسطة، قد أصحب تنظيم المكتبة بهذه الطريقة - وهي التي استخدمت في مكتبة المدرسة- هي الطريقة التلقائية لدي لتنظيم مكتبتي! بعض الخبرات تتراكم وتخرج بصوره تلقائية منا دون أن ندري، قد يكون معرض الكتاب دافعاً لي للتأمل في مكتبتي البسيطة حاملة نسختي من سلسلة أيام عربية للمنسي قنديل يحكي لي فيها قصة يوم ذي قار! وللكتاب الأول سحرٌ لا فلاة منه... ومازلت أبحث عن كتاب يدهشني.
نشر هذا المقال في جريدة الوطن ملحق اشرعة بتاريخ 2 مارس 2010
إيمان فضل
أما أنا فأدين لمحطة بترول شل بمعروف طفولي حيث كان جنبها دكان لبيع المواد الغذائية وهي تبعد عن قريتي كيلو واحد أذكر في السنة الأخيرة في الابتدائية ذهبت هناك ظفرت بقصة جيب تسمى المرأة القديرة ذلك كان كتابي الأول ولا زلت أحتفظ به ..له دهشة ومتعة لا تظاهيها كل الكتب التي أدهشتني بعده..
ردحذفالكتاب الأول... امممم استعصت علي ذاكرتي لانني مدمنة كتب من صغري واعتقد ان اول ما قرأت هو مجموعة قصص باللغة الانجليزية لفتى (او ريما عائلة) تسافر وتتنقل باستخدام البالونات(عجيب!!!).... كل كتبي عزيزة علي وابكي ان فقدت واحدا (بسبب استعارتها من قبل احدى الاصدقاء)... اعيش بين الكتب اتنفس حبرها واعشق رائحة اوراقها.... أما مجلة ماجد فأنا من المخلصين المتابعين لها مع اني لم أشارك ولا مرة في احدى مسابقاتها... انقطعت عن قراءتها مباشرة بعد تخرجي من الجامعة (كبرنا عور ههههههههههه)...
ردحذفأعجبتنيي طريقة ترتيب مكتبتك أما أنا يا عزيزتي فلقد اكتشتف تصنيفا خاصا لترتيب مكتبتي وصارت مزدحمة الان... أرجع الفضل لولعي بالكتب لماما حبيبة قلبي فقد كنت اراها كل يوم وهي تقرا... كما انها كانت تشجعني وتشتري لي الكتب... أما معرض الكتاب 2010 فلقد ذهبت إليه مرتين أو أكثر واشتريت الكثير ومع ذلك لم أكن راضية كنت اريد الشراء اكثر وغضبت عندما لم أجد بعض الكتب التي كنت أتوق لقراءتها....
أحببت كقالك واتمنى ان تتقبلي مشاركتي...
تحياتي المخربشة...
أهلا أحمد..
ردحذفالمكتبة الأولى التي عرفت تحولت إلى كراج للسيارات!
جميلة هي ذكريات الطفولة، وأشكر مشاركتك هنا:)
أهلا AmasE
ردحذفكثيراً ما تلعب العائلة دوراً هاماً في تشجع الأبناء على القراءة، أعجبني ولعك بالكتب، كثيراً ما نصاب بخيبة أمل حين لا نجد الكتاب الذي نبحث عنه، ولكن سرعان ما تنسينا الكتب الجديدة ذلك الشعور
أهلا بك دوماً