في اسبوعي الوظيفي الأول، عرض عليَّ مجموعة كبيرة من معارفي شراط/حبل رقيق لتعليق بطاقة العمل حول الرقبة، بعضها ملون وبه شعارات وبعضها أسود أو بلون واحد بدون أي شعارات!
شكرتهم للطفهم وأخذني الخجل على قبول واحده سوداء –كما أتذكر- ولم استخدمها! فضلت تثبت البطاقة على العباية مباشرة لكن مع الوقت أصابتني العدوى فعلقت عليها البطاقة بواسطه تلك الشريطة وعينك ما تشوف إلا النور –على رأي أهل مصر- فقدت بطاقتي مراراً ومراراً وتكراراً إلى حد لا يمكنني وصفه!
قبل كتابتي لهذه الكلمات جاءت زميلة لي ومعها بطاقتي التي نسيتها في مكان ما-لو كنت أتذكر أين لما قلت أني نسيتها!-
لماذا لا أحبها؟ أو لماذا أبغضها!؟
الاساور والقلادات انعكاس لحس العبودية القديم بصورة جمالية، فالشبكة التي يهديها العريس للعروسة-وتصر بعض المجمعات على أن يقلدها إياها- ما هي إلا انعكاس –معنوي- لفكرة استعباد/تقييد الزوجة من قبل الزوج.
-مهلاً ،، مهلاً ،، هنا أعرض أفكاراً ولا أتبناها بعضٌ الصبر فقط-
ماذا عن بطاقة العمل؟!
هذه تعبر وتعكس عبودية/تقييد الإنسان الحديث بعمل المؤسسات وقوانينها! فعندما يدخل الإنسان إلى rat race أو سباق الفئران للحصول على راتبه نهاية الشهر ثم الركض لنهاية الشهر القادم معلقاً تلك البطاقة حول رقبته فـ.....
- فاصل -
نعم نبدع في العمل، نعم نستمتع بوظائفنا ، لذلك لا تعَّبر هذه البطاقة عن تقييد أو استعباد بالنسبة لي لكنها تعكس هذه الفكرة لدى البعض للأسف! أخرج هذا الحبل/القيد من حول رقبتك وارفع رأسك عالياً وابتسم للحياة، لا تجعل ثِقَل ذلك الحبل يمنعك من رؤية الأفق.
أما الشبكة يا عزيزتي فهي هدية أو عربون ود-فقط تأكدي من تطابق رأيك فيها مع من يقدمها لك-
إيمان..