لم يستطع ضفدعي الصغير مجارات أقرانه في القفز رغم كل محاولاتي لإصلاحه! وكان ضفدع شقيقي برجليه الرشيقتين يقفز عالياً غير آبه بمشاعر ضفدعي الأعرج! خسرت كل رهانات قفز الضفادع رغم أني لم أتردد في استبدال ضفادعي الورقية، كما خسرت كل رهانات الطائرات الورقية، كنا نصنع مجسمات من الورق لحيوانات كالبط والبجع والضفادع ومجسمات لطائرات من أوراق الجرائد أو من دفتر مدرسي قديم! ونحكَّم أمي وأبي لنعرف أعلى قفزة ضفدع كانت لمن؟ وأطول مسافة طيران كان لأي طائرة؟ رغم اني لا أعترف بالخسارة بسهولة إلا أني اعترف بأني خسرت مراراً وتكراراً رهانات الأوريغامي! وكان شقيقي يثبت مرة بعد أخرى حسه الهندسي وقد أصبح مهندساً الآن!
الاورغامي (折り紙)* هو فن ياباني للتشكيل الأوراق عبر طيها عدة مرات بزوايا مختلفة، حتى تكون لنا الشكل المستهدف، انتقل هذه الفن من اليابان إلى دول العالم الأخرى، ومازال يعلم الاوريغامي في الفصول الدراسية هناك، أشهر تشكيلات الاويغامي تجسد حيوانات كالبط والزراف والضفادع، لا سمح باستخدام جميع أنواع اللصق أو القواطع لتشكيل الأوريغامي، من هناك يأتي معنى الاسم "أوري" تعني طي و"غامي" تعني الورق في اليابانية.
كنت أفكر في نشاط جديد لأخوتي الصغار هذا الصيف، وهكذا تذكرت ضفدعي الأعرج الذي أخبرتكم عنه، فالمميز في اوريغامي الضفدع انه يشكل بطريقة تمكنه من القفز إذا ضغطت برفق علية، لذلك كان الضفدع أحد أهم الاشكال التي علقت بذاكرتي! لست أذكر تحديداً مَن الذي أهداني وشقيقي كتاب الاوريغامي الذي تعملنا منه صناعة الضفدع والزوارق الورقية، دفعتني هذه الذكرى للبحث في Google عن ضفدع الاوريغامي-origami jumping frog- وصنعت واحداً، إلا انه حظه لم يكن أفضل من حظ الضفادع السابقة فرجله اليمني أتت أكبر من اليسرى بكثير! مما جعل محاولاته للقفز تؤدي إلى انقلابه على ظهره!
بما أن أخوتي لا يعرفون القفزة الصحيحة المتوقعة من ضفدع الاوريغامي فقد أبهرهم ضفدعي الأعرج الذي يقلب نفسه! وتملك الدهشة أعينهم وهم يراقبون عرضي، ثم طلبوا مني أن أعلمهم كيف يصنعون ضفدعا، هكذا أصحبت -على الأقل في نظرهم- صانعة ماهرة للاوريغامي وعلمتهم كيف يصنعون ضفدعاً تقلب نفسها! عملتهم على أمل أن يتقنوا صنعها ذات يوم وتقفز!
لنحاول جميعاً إدخال أنشطة جديدة للأطفال في الصيف، لنستغل كل فرصة لإغلاق التلفاز والألعاب الإلكترونية الأخرى ولنشاركهم اللعب، لنتعلم معهم مهارات جديدة، أو نعيد اكتشاف مهارات سابقة تعلمناها، لنؤمن بوجود موهبة بداخل كل طفل وتبقى مسؤولية من حوله اكتشافها.
اكتشفوا مواهب أطفالكم ولو بصنع ضفدع أعرج يحاول القفز!
إيمان فضل
2010-06-30
مصدر الصورة