مع بداية بعض إجراءات العودة للوطن، تذكرت
هماً في انتظاري هناك يُدعى "السيارة"!
ربما هو الحظ الذي جعلني أحصل على
"أبعد" وظيفة من مكان سكني مقارنه بأخوتي، فـ إيمان التي تكره قيادة
السيارة توجب عليها قيادة سيارتها ل90 كيلو متر يوماً في رحلة الذهب والعودة من
العمل، بينما لا يتعدى شقيقي 20 كيلو وكذا كان والدي!
الآن أتذكر أيامي الأولى في العمل كم عدت
متباكية لوالدي اشتكي طول الطريق، وإرهاق القيادة مناقشة فكرة
"الاستقالة" لهذه الأسباب! وكم وكم ذكرني بجدي -رحمة الله عليه- الذي
قطع المسافة بين صلالة إلى الكويت لأجل لقمة العيش في زمن لم تكن فيه المواصلات
بهذه الرفاهية الآن!
وكذا أكملت سنيناً خمس متحاملة على نفسي
وبأمل افتتاح شارع مسقط السريع ثم عاد الزحام تدريجيا كأن شيء لم يكن، ثم أملت
نفسي بالتعيش مع الوقت وضرورة الخروج باكراً، حتى أني صادفت والدي مراراً وهو عائد
من صلاة الفجر ماشياً وأنا في طريقي للعمل بأيام الشتاء المسقطي الجميل!
رغم كل هذا كنت أتَحَّمل وأتحامل على نفسي،
حتى جاءت الطامة التي قتلت صبر البعير! الدخول في دوامة تصليحات حماري أقصد سيارتي
التي أصبحت مع موعد سنوي للتنويم في وكالتها لمدة لم تقل عن 3 أسابيع سنوياً! في
العام الأول لم أعر الأمر اهتماماً، والعام الثاني اعتبرتها استراحة واستمر الأمر
عاماً أثر عام وفاتورة التصليحات تكبر والأرقام تتضاعف!
حتى أنني فكرت جدياً في جدوى استبدال السيارة
بفرس، من ناحية سرعة الوصول، خاصة لتخطي عنق الزجاجة "جسر الموالح إلى جسر
المطار" وعدد الأعطال وزيارات الوكالة أو البيطري!
وقد بلغ صبري حده في رمضان الفائت قمت
بالتوجه مباشرة لحماية المستهلك بعد توقف سيارتي في الشارع العام بسبب عطل ثاني في
6 أشهر قضت 4 منها في الوكالة مدعين تصليحها بشكل تام! توقفت السيارة وقالت
الوكالة بكل وضوح لحماية المستهلك بأن نفاذ بطارية السيارة هو السبب الأساسي في
الأعطال! طبعاً سبب غير مقنع لي وتم رفع الشكوى للإدعاء العام ومازلت أنتظر دوري
معهم من رمضان إلى يومي هذا!
حاولت حل الأمر سلمياً وبطريقة ودية جداً
بمباحثات مع الوكالة، بعد تهربهم من الرد على اتصالاتي! ولم يكن هناك طريقة أمامي
سوى زيارتهم شخصياً أو الإحراج بالاتصال بهم من رقم دولي كما فعلت الأسبوع الفائت!
قد يقول قائل من الطبيعي أن تتكرر أعطال السيارة بعد خمس أعوام، لكن الإشكالية
ليست في ظهور العطل "بعد" خمس أعوام إنما استمرار تكرر ذات العطل
"لمدة" خمس أعوام!
ظننت - وقد خاب ظني – بأني سأحصل على أقل
أساسيات خدمة العملاء حينما أتوجه لوكالة بهذه السمعة، لكن الأمر كل عكس توقعي،
فقد وجدت فيها أسوء خدمة زبائن! حتى أصبحت السيارة همي ومصدر إزعاج لي، تمنيت أو
أننا في عُمان نتقدم خطوة نحو مواصلات عامة "محترمة" يمكن الاعتماد
عليها، فقد أصبحت "السيارة" مطلب ضروري إذا أردت الوصول لمقر عملك،
وأصبحت وكالات السيارات مجرد شركات نهب واحتيال على المواطن المغلوب على أمره!
لو كان لم أمنية لتمنيت أن أجد شبكة مواصلات
في مسقط حين عودتي، وإذا كانت هذه الأمنية مستحيلة بسبب أسعار النفط لا غير
اقترحوا علي "وكالة" سيارات "تحترم الزبون" لأتوجه إليها
مباشرة!
إيمان فضل
لاهاي
27 نوفمبر 2014