حوار ـ خميس السلطي:
تعتبر القاصة العمانية إيمان فضل، ضمن الكاتبات العمانيات اللاتي يحاولن الاشتغال على إبداعهن بصمت، بعيدا عن ماهية الأضواء وانفعالاته المتعددة، فهي تكتب من أجل أن توجد مساحة أبية خاصة بها، وهذه خصوصية تفردت بها عن غيرها، كما أن لنتاجها نكهة خاضة، مغلف بالهدوء الذي يسبق عاصفة الحقيقة، ترى في طيات قصصها واقعا معايشا ومتنفسا حقيقيا لفكرة الكتابة، وهذا ما يتلمسه المتابع للشأن الثقافي بالسلطنة للأحداث الأدبية المتعددة،، ولمعرفة هذه الخصوصية كان هذا الحوار...
*لنبتدئ من حيث النهاية، والحديث عن إصدارك القصصي الجديد "رأسي مستعار"، حدثينا عنه؟ كيف جاءت فكرة إخراجه للمتلقي؟ هل من خصوصية واضحة في اختيار هذا العنوان؟
**"رأسي مستعار" هو اصداري الأول، وهو عبارة عن مجموعة قصص قصيرة كتبتها خلال السنوات الفائتة، أردت بالإصدار تقديم اسم إيمان فضل ككاتبة قصصية وتوثيق التجربة بكتاب يجمع رؤى وأفكار لم يُنظر لها أو لم تُقرأ كفكر شخص واحد لتباع فترات النشرة وتنوع المناسبات، وعادة ما يكون للإصدار الأول حميمية لدى الكاتب في بداياته لأنه انعكاس واقعي للحلم وينقل الكاتب إلى مصاف المؤلفين، كما أنه يُمَكّنه من إضافة اسمه إلى رفوف المكتبات! لذلك أحببت اختيار عنوان "رأسي مستعار" ـ وهو عنوان إحدى القصص ـ لما فيه من غموض يجذب القارئ ويجعل عملية التنبؤ بتفاصيل المجموعة تحديا جميلا للخيال.
*المتتبع لإصدارك يرى خصوصية البيئة العمانية في عدد من نصوصه، ومدى تداخل حيثيات الحياة الاجتماعية، هل نستطيع القول بأن ثمة علاقة وطيدة بينك وبين مفردات هذه البيئة؟ وفي اعتقادك ما هو المشد فيها للكتابة؟
**الكاتب سفير بلده ومرشد سياحي في الوقت ذاته، فانعكاس البيئة على الكتاب أمر طبيعي جداً! شخصياً كقارئة لا أميل للنصوص التي تهمل المكان وتتجاهله، ولكن للأسف طبيعة القصة لا تتحمل استرسال الكاتب في التغني بتفاصيل أو التعمق بوصف يُظهر خصوصية المكان، فكل جملة زائدة عن هدف القصة تُقلل من قيمة النص القصة القصيرة بعكس الرواية.
**"رأسي مستعار" هو اصداري الأول، وهو عبارة عن مجموعة قصص قصيرة كتبتها خلال السنوات الفائتة، أردت بالإصدار تقديم اسم إيمان فضل ككاتبة قصصية وتوثيق التجربة بكتاب يجمع رؤى وأفكار لم يُنظر لها أو لم تُقرأ كفكر شخص واحد لتباع فترات النشرة وتنوع المناسبات، وعادة ما يكون للإصدار الأول حميمية لدى الكاتب في بداياته لأنه انعكاس واقعي للحلم وينقل الكاتب إلى مصاف المؤلفين، كما أنه يُمَكّنه من إضافة اسمه إلى رفوف المكتبات! لذلك أحببت اختيار عنوان "رأسي مستعار" ـ وهو عنوان إحدى القصص ـ لما فيه من غموض يجذب القارئ ويجعل عملية التنبؤ بتفاصيل المجموعة تحديا جميلا للخيال.
*المتتبع لإصدارك يرى خصوصية البيئة العمانية في عدد من نصوصه، ومدى تداخل حيثيات الحياة الاجتماعية، هل نستطيع القول بأن ثمة علاقة وطيدة بينك وبين مفردات هذه البيئة؟ وفي اعتقادك ما هو المشد فيها للكتابة؟
**الكاتب سفير بلده ومرشد سياحي في الوقت ذاته، فانعكاس البيئة على الكتاب أمر طبيعي جداً! شخصياً كقارئة لا أميل للنصوص التي تهمل المكان وتتجاهله، ولكن للأسف طبيعة القصة لا تتحمل استرسال الكاتب في التغني بتفاصيل أو التعمق بوصف يُظهر خصوصية المكان، فكل جملة زائدة عن هدف القصة تُقلل من قيمة النص القصة القصيرة بعكس الرواية.
*حضور "الأنثى" وتفاصيلها الحياتية فكرة رائجة وعالقة في كتابات القاصات العمانيات، خاصة تلك المرتبطة بالجوانب الاجتماعية، ما هي مشاهداتك لهذا الحضور؟ وكيف للكاتبة أن تنقل واقعها الحياتي اليومي للمتلقي، خاصة إذا كان يشكل نوعا من المعاناة وسط مجتمع له خصوصية في عاداته وتقاليده؟
**حضور الأنثى بعالمها الخاص واحد من أهم عوالم الكتابة، خاصة في مجتمع شرقي يعيش صراعا بين الانفتاح والتقاليد، بين العادات والقناعات، بين ما نحلم به ونريده وما يسمح به مجتمع لا ندري حقيقة من هو الذي يَحكُمُ توجهه وقناعاته! وتطرقت ومجموعة من الأخوات الكاتبات لقضايا يحاول المجتمع تجاهلها لكنها حاضرة في ذهن الأنثى خاصة العمانية، فإلقاء الضوء على قضايا ناعمة كطبيعة الأنثى قد يكون حساساً بعض الشيء إلا أنها نابعة من قناعة الكاتب أو الكاتبة بوجوب إيصال صوت يمثل أهم ركائز المجتمع للوصول لوعي كامل ولو عبر قصة قصيرة، كما أن أحيانا يصبح ربط كتابات الكاتبة بواقعها الشخصي مصدر إزعاج نتيجة عدم تفهم كون الكتابة انعكاس واقع مجتمع وعملية ابداعية أكثر من كونها انعكاسا لواقع شخصي! مما يجعل كتابة الأنثى عن هموم ـ أحيانا! ـ الأنثى مخاطرة!
**حضور الأنثى بعالمها الخاص واحد من أهم عوالم الكتابة، خاصة في مجتمع شرقي يعيش صراعا بين الانفتاح والتقاليد، بين العادات والقناعات، بين ما نحلم به ونريده وما يسمح به مجتمع لا ندري حقيقة من هو الذي يَحكُمُ توجهه وقناعاته! وتطرقت ومجموعة من الأخوات الكاتبات لقضايا يحاول المجتمع تجاهلها لكنها حاضرة في ذهن الأنثى خاصة العمانية، فإلقاء الضوء على قضايا ناعمة كطبيعة الأنثى قد يكون حساساً بعض الشيء إلا أنها نابعة من قناعة الكاتب أو الكاتبة بوجوب إيصال صوت يمثل أهم ركائز المجتمع للوصول لوعي كامل ولو عبر قصة قصيرة، كما أن أحيانا يصبح ربط كتابات الكاتبة بواقعها الشخصي مصدر إزعاج نتيجة عدم تفهم كون الكتابة انعكاس واقع مجتمع وعملية ابداعية أكثر من كونها انعكاسا لواقع شخصي! مما يجعل كتابة الأنثى عن هموم ـ أحيانا! ـ الأنثى مخاطرة!
*"الوظيفة: مهندس" نص حاصل على جائزة المنتدى الأدبي التشجيعية في إحدى مسابقاته السنوية، فهو يسلط الضوء على أحداث واقعة تواجه الباحث عن عمل،، كيف جاءت فكرته؟ هل نستطيع القول بأنه رسالة لمعالجة بعض حيثيات ما يعانيه الباحث عن عمل؟
**قد لا يمكننا أن نعالج من خلال قصة بقدر ما نستطيع تسليط الضوء على أحداث كاد النسيان أو العادة أن تفرق ملامحه. ولا أخفي قولا أني كتبت قصة "الوظيفة: مهندس" في فترة بحثي عن عمل، وأجلت نشرها لحين حصولي على وظيفة! وكانت تشدني في تلك الفترة كثيراً تفاصيل المهن البسيطة وأتخيل قصص أصحابها! كالطفل الذي يبيع البخور في محطة البترول والذي تركته ـ في قصتي ـ نائماً من فرط التعب ومجهداً من بُعد الحلم!، كما أن صدمة الخريج الغارق بالحماس للعمل وخدمة وطنة بالخيارات المتاحة في سوق العمل، أحلام مخرجات الجامعية، ضيق الأقف لدى بعض المؤسسات التي لا تدرك أهمية الاستثمار في هذه العقول، كلها قضايا تحاصر الباحث عن عمل وما زلت تشغل ذهني، فالجميع يدرك يقيناً أن الجيل الحالي يملك من الأدوات التي ستساعده على التطور ما لم تملكه الأجيال السابقة، كل ما نحتاجه هو مد يد العون وإعطائهم فرص حقيقية لخدمة الوطن!
*تتعدد الفعاليات الأدبية في السلطنة، خاصة تلك التي تتعلق بالجانب القصصي، لكن في المقابل نرى قلة مشاركتك الأدبية الفعلية فيها، هل من سبب مباشر في ذلك؟ أم انه تقصير منك؟ وما رأيك بالحركة القصصية في الوقت الراهن؟
**مِن المجحف أن أعبر عن رأي بالحركة القصصية في الوقت الراهن وأنا بعيدة عن المشاركة بها ولست بالمتابعة الجيدة للأسف!، كما أن قلة مشاركاتي ناتجة عن تقصير فعلي مني شخصياً لانشغالي بدراستي بفترة لحقها عملي بتخصص تقني بعيد عن الأجواء الثقافية والأدبية، ليس من السهولة أن توازن بين عطاءك لجانبين مختلفين بذات الوقت، فالكاتب الذي ترتبط وظيفته أو دراسته بالأدب والثقافة أوفر حظاً وأكثر تواجداً من غير المتخصص أدبياً، إلا أنني أتمنى أن يكون هذا الاصدار فاتحه جديدة لتفاعل أكبر مع الوسط الثقافي.
**قد لا يمكننا أن نعالج من خلال قصة بقدر ما نستطيع تسليط الضوء على أحداث كاد النسيان أو العادة أن تفرق ملامحه. ولا أخفي قولا أني كتبت قصة "الوظيفة: مهندس" في فترة بحثي عن عمل، وأجلت نشرها لحين حصولي على وظيفة! وكانت تشدني في تلك الفترة كثيراً تفاصيل المهن البسيطة وأتخيل قصص أصحابها! كالطفل الذي يبيع البخور في محطة البترول والذي تركته ـ في قصتي ـ نائماً من فرط التعب ومجهداً من بُعد الحلم!، كما أن صدمة الخريج الغارق بالحماس للعمل وخدمة وطنة بالخيارات المتاحة في سوق العمل، أحلام مخرجات الجامعية، ضيق الأقف لدى بعض المؤسسات التي لا تدرك أهمية الاستثمار في هذه العقول، كلها قضايا تحاصر الباحث عن عمل وما زلت تشغل ذهني، فالجميع يدرك يقيناً أن الجيل الحالي يملك من الأدوات التي ستساعده على التطور ما لم تملكه الأجيال السابقة، كل ما نحتاجه هو مد يد العون وإعطائهم فرص حقيقية لخدمة الوطن!
*تتعدد الفعاليات الأدبية في السلطنة، خاصة تلك التي تتعلق بالجانب القصصي، لكن في المقابل نرى قلة مشاركتك الأدبية الفعلية فيها، هل من سبب مباشر في ذلك؟ أم انه تقصير منك؟ وما رأيك بالحركة القصصية في الوقت الراهن؟
**مِن المجحف أن أعبر عن رأي بالحركة القصصية في الوقت الراهن وأنا بعيدة عن المشاركة بها ولست بالمتابعة الجيدة للأسف!، كما أن قلة مشاركاتي ناتجة عن تقصير فعلي مني شخصياً لانشغالي بدراستي بفترة لحقها عملي بتخصص تقني بعيد عن الأجواء الثقافية والأدبية، ليس من السهولة أن توازن بين عطاءك لجانبين مختلفين بذات الوقت، فالكاتب الذي ترتبط وظيفته أو دراسته بالأدب والثقافة أوفر حظاً وأكثر تواجداً من غير المتخصص أدبياً، إلا أنني أتمنى أن يكون هذا الاصدار فاتحه جديدة لتفاعل أكبر مع الوسط الثقافي.
*يقال أن الجنس القصصي في السلطنة هو "المظلوم" من بين الأجناس الثقافية الأخرى، خاصة فيما يتعلق بالمسابقات المهرجانات، والقيمة المادية لبعضها إن وجدت، كيف ترين هذا الواقع؟ وهل من فكرة للاشتغال أكثر على هذا القطاع؟
** اذا تحدثنا عن الشعر والقصة والرواية، فالشعر يأخذ نصيب الأسد بشكل طبيعي، من سوق عكاظ إلى حاضرنا، أما القصة فليست فن منبري ـ على الأقل في نظري ـ، فلا أرى جدوى من مزاحمة القصة لمنابر الشعر! محاولة رفع القصة على المنابر محاولة لا تروق لي ـ شخصياً ـ أرى القصة أكثر حميمية من أجواء المنابر حيث يعلوا الملقي بدرجة على الأقل من مستوى المتلقي، بينما طبيعة القصة تتطلب من الكاتب أن يجالس المتلقي متحلقين على نار الحبكة لتغطيهم فضاء تتزين بنجوم قصصهم! وإن تحدثنا عن الرواية فما زال الطريق إليها طويلاً! متجاهله عمداً الحديث عن أدب الطفل!!
شخصياً أؤمن بتعلم الكتابة، والاشتغال/ التدريب عليها كفعل جدي وليس انتظار الإلهام واشغال الشموع، وقد يكون التوجه للمخيمات الكتابية و ورش الكتابة خياراً مناسباً أكثر لأجواء القصة والرواية -إن كنا نبحث عن الفعاليات الأنسب للقصة-!
أما فيما يتعلق بالقيمة المادية للمسابقات لنتفق أولاً أن لا شيء يساوي قيمة نص أبدعه كاتبه أو قيمة لوحة أبدعها فنانها، ومن جانب التكريم أو التقدير .. مسابقتنا بشكل عام متواضعة من ناحية مادية ـ ما عادا جائزة السلطان للثقافة التي أعلن عنها مؤخراً ـ ، إضافة إلى تحسسي ـ الشخصي ـ مع بعض الشروط كطلب إذن من منظم المسابقة قبيل إعادة نشر النص في حالة فوزه!
*"القصة القصيرة العربية بين الواقع والطموح" عبارة نقرأوها كثيرا وفي محطات مختلفة، في تصورك، هل التفتت القصة القصيرة إلى الواقع العربي وما يمر به من أحداث مختلفة في الوقت الراهن؟ كيف ذلك؟ وما مدى قرب كتاباتك من هذا الجانب؟
**نعم هناك قصص عربية تعكس الواقع والاحدث الراهنة، وبعضها تنبأ به! إلا أن الصورة الكاملة لتأثر القصص العربية بالأحداث تحتاج بعض الوقت لتنضج! ، أما عن مجموعتي القصصية لا يظهر بها التأثر المباشر بالأحداث الأخيرة ـ وإن كنت عبرت في بعض مقالاتي خارجها عن رأي بها-فالمجموعة ركزت على جوانب وهموم اجتماعية أكثر.
*ماذا عن مشاريعك الأدبية المقبلة؟ هل سنشاهد لك حضورا في مسابقة محلية كالملتقى الأدبي أو مسابقة المنتدى الأدبي السنوية؟
**مشاركاتي السابقة في المسابقات الأدبية لم تكن بهدف التنافس بقدر ما كانت لمعرفة "كيف يقيم الآخرين نصوصي؟!" وهي خطوة مهمة لأي كاتب في بداياته، قد أشارك وقد لا أشارك لا يمكنني الجزم بمشاركات لم يحن وقتها الآن.. ما زلت أعد بعض المقالات كقراءات في كتب مختلفة، وللقصة حضور بلا شك فهي النجمة التي سقطت علي من السماء لتضيء لي عالمي، إضافة إلى مدونتي "أمطري يا سماء"، كما أني أعددت كتيبا صغيرا يعرض حلولا وأفكارا عملية للباحثين عن عمل، وما زلت أبحث عن الطريقة الأفضل لنشره وتوزيعه إلكترونياً أو ورقياً وختاماً يمكنني القول بأن الرواية هي الحلم التالي!!
نشر الحوار بتاريخ 8\4\2012 بملحق شرفات بجريدة الوطن**نعم هناك قصص عربية تعكس الواقع والاحدث الراهنة، وبعضها تنبأ به! إلا أن الصورة الكاملة لتأثر القصص العربية بالأحداث تحتاج بعض الوقت لتنضج! ، أما عن مجموعتي القصصية لا يظهر بها التأثر المباشر بالأحداث الأخيرة ـ وإن كنت عبرت في بعض مقالاتي خارجها عن رأي بها-فالمجموعة ركزت على جوانب وهموم اجتماعية أكثر.
*ماذا عن مشاريعك الأدبية المقبلة؟ هل سنشاهد لك حضورا في مسابقة محلية كالملتقى الأدبي أو مسابقة المنتدى الأدبي السنوية؟
**مشاركاتي السابقة في المسابقات الأدبية لم تكن بهدف التنافس بقدر ما كانت لمعرفة "كيف يقيم الآخرين نصوصي؟!" وهي خطوة مهمة لأي كاتب في بداياته، قد أشارك وقد لا أشارك لا يمكنني الجزم بمشاركات لم يحن وقتها الآن.. ما زلت أعد بعض المقالات كقراءات في كتب مختلفة، وللقصة حضور بلا شك فهي النجمة التي سقطت علي من السماء لتضيء لي عالمي، إضافة إلى مدونتي "أمطري يا سماء"، كما أني أعددت كتيبا صغيرا يعرض حلولا وأفكارا عملية للباحثين عن عمل، وما زلت أبحث عن الطريقة الأفضل لنشره وتوزيعه إلكترونياً أو ورقياً وختاماً يمكنني القول بأن الرواية هي الحلم التالي!!